وقد اختلف القراء والمفسرون في قوله عز وجل : {هل يستطيع ربك أن ينزل علينا مآئدة من السمآء} (¬1) ، فقرأ ابن عباس وعائشة رحمهما الله: «هل تستطيع ربك» (¬2) (بالتاء ونصب «ربك»). وروي عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: كانوا أعلم بالله من أن يقولوا: {هل يستطيع ربك}، إنما قالوا: «هل تستطيع أنت ربك»، وكذا رويت عن سعيد بن جبير، وقال: هل تستطيع أن تسأل ربك؟. ورويت هذه القراءة عن علي ومعاذ بن جبل والكسائي (¬3) ، وذكر القراء أن معاذا قال: أقرأني رسول الله j: «هل تستطيع ربك» (بالتاء)، وقرأ كثير منهم بالياء، قال بعضهم على أشد ما يرون. وقال بعضهم: هل يستجيب ربك؟ هل يطيعك ربك؟. قال المفضل (¬4) : ولم يجتمع القراء على التاء وهم على خطأ، بل هم على صواب والحمد لله.
وذلك أن الطاعة على وجهين:
- فالطاعة الانقياد والذلة (¬5) ، يقال: طاع له يطوع طوعا، وأطاعه يطيعه إطاعة.
পৃষ্ঠা ৬৯