265

দিয়া

الضياء لسلمة العوتبي ج2 6 8 10

জনগুলি

وإن قالوا: إرادته على غير وجه، منها حتم، كخلق (¬1) السماوات وغيرها، ومنها أمره، فقل: /116/ فمن أي الأمرين إرادته للخلق الطاعة إذا أراد ذلك منهم فلم يكن؟ فإن قالوا: من إرادة الأمر، أو قالوا من إرادة الحتم (¬2) فقد تركوا قولهم. وإن قالوا: ليس من إرادة الأمر ولا من إرادة الحتم، فقل: فما هذه الإرادة الثالثة، وما هي؟ فإنهم لم يأتوا بغيرها، ولا قوة إلا بالله.

فصل [هل إرادة الله تعالى في جميع الأشياء إرادة واحدة؟]

زعم أهل القدر أن الإرادة من الله تعالى في جميع الأشياء إرادة واحدة، أراد من العباد الإيمان كما أراد أن يخلق السماوات، فذلك قولهم في أصل كلامهم، فإذا اضطروا رجعوا إلى أن إرادته في خلق السماوات غير إرادته من العباد الإيمان، قلنا لمن أقام منهم على القول الأول بأن (¬3) الإرادة من الله تعالى في جميع الأشياء واحدة: أعجز الله أن يتمم ما أراد جمعا على ما أراد، كما أراد من خلق السماوات والأرض، وخلق الإنسان والشمس والقمر لم يعجزه شيء مما أراد؟ فإن قالوا: بل أعجزه شيء، فقد كفروا بالله وعجزوه، وكذبوا بكلمات الله تعالى، والله تعالى يقول: {إن الله على كل شيء قدير} (¬4) . وإن قالوا: لا يعجزه، وكل ما أراد فهو كائن، قلنا: فما بال الخلق (¬5) لم يكن منهم ما أراد من الإيمان كما كان ما أراد من السماوات في تمام خلقها؟ فإن قالوا: بل إرادته في كل سواء، وليس كل ما أراد بكائن؛ لأن الإرادة من الله تعالى في خلقه حتم، والإرادة من الله فيما أمر ليس بحتم، كما حتم خلق السماء. فإن قالوا: هي إرادة أمر فقد زعموا كما زعمنا.

পৃষ্ঠা ২৬৯