189

দিয়া

الضياء لسلمة العوتبي ج2 6 8 10

জনগুলি

التجلي في لغة العرب: هو ظهور الشيء. والشيء قد يظهر بوجهين مختلفين: فيظهر جهرة، ويظهر بدلالة. ألا ترى إلى قول القائل: قد والله تجلى لي هذا الشيء. والذي يتجلى جهرة لا يكون إلا جسما أو هيئة أو فعلا مشهودا؛ لأن الأبصار لا تدرك إلا ما كان كذلك.

والتجلي من الخالق تعالى إنما هو بالدلالات والبينات ليس هو بجسم ولا عرض فيتجلى جهرة. وإنما معنى قوله عز وجل: {فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا} (¬1) أي: تجلى بآية من /84/ آياته فلم يطق الجبل حمل تلك الآية وصار دكا، كما قال تعالى: {لو أنزلنا هذا القرءان على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله} (¬2) ؛ ولذلك كان الجبل دكا على ما ذكر من خشوع الجبل. والآية التي تجلى للجبل هي من أعلام القيامة، وحال الآخرة، وهي غير الله، والله المتجلي، والتجلي غيره، والمتجلي خالق، والتجلي والمتجلى له مخلوقان؛ لأنهما غير الله تعالى.

وقد قالوا في لغاتهم: خلقت من آياتك وعجائب تدبيرك ما تجليت به لخلقك، فأوصلت إلى القلوب من معرفتك ما آنستها من وحشة الفكر فيك. فهذا على سعة كلامهم، لا أن الله عز وجل انكشف أو ظهر، تعالى الله عن ذلك. وقال الشاعر:

تجلى لنا بالمشرفي ... وبالقنا ... وإن كان عن وقع الأسنة ... نائيا (¬3)

يريد: تجلى وكشف لنا عن أمره وشدته حتى بان لنا ذلك، ولم يرد بذلك انكشافه وظهوره، وإنما هو على سعة الكلام، والمعنى مختصر على غير اللفظ.

فصل (¬4) [تأويل نزول الله تعالى]:

পৃষ্ঠা ১৯৩