দিওয়ান মাজিনি
ديوان المازني
জনগুলি
تزاءر فيها موجها المتوثب
كأن شياطين الدجى في إهابه
تغني على زمر الرياح وتغرب
إلى أن يقول:
سأصرخ أما هاجت الريح صرخة
تقول لها الموتى ألا أين نهرب
واقرأ له الدار المهجورة، أو فتى في سياق الموت، أو الحياة حلم، تحس في كل منها هذه الروعة والفخامة.
وللمازني أسلوب خاص، لا يدلك على أنه أسلوب السليقة والطبع أكثر من هذا التآلف الذي تجده بين قلمه ونفسه، فإن قلمه يتحرى الفخامة في اللفظ، والروعة في حوك الشعر، كما تتحرى نفسه - على لطافتها - الفخامة في المشاهد، والروعة في مظاهر الكون والطبيعة.
والتآلف بين الطبع والتعبير شأن كل شعر في هذا الديوان، اقرأ فيه بعد شعر الوصف الذي تقدم التمثيل له شعر الغزل، فإنك ترى عبارته أليق ما عبر به عن عاطفته؛ لأنها عاطفة لا تسعر بالوقود من الخارج، وليس الحب فيها حبا تضرمه عين المحبوب كما تضرمه نفس المحب، وهي عاطفة تحيا بغذاء من حرارتها، ومثل هذه العاطفة يحلو لها ترديد نفسها، وتقليب وجوه ماضيها وحاضرها، وأهواء النفس تختار الأسلوب الذي يلائمها، فلو أن الحب هنا حب تأخذ منه البواعث وتعطي لكان نعاماه إذا امتلأ به الصدر أن يصعد من القلب صرخة تفرج عن صاحبها ثم ينساها، ولا يعود إليها حتى يراجعه الوله والوجد، ولكن حب يطاول القلب، ويدور في جوانب النفس، فلا يوافقه إلا أسلوب يدور في الأذن، ويطن في جوانب الأسماع.
فلا غرو أن ينسجم هذا الهندام على ذلك القوام، وأن يستشف القارئ ألوان العواطف من هذا الأسلوب، على أحكام نسجه وتفصيله، فيعلم أن شعر الطبع والإخلاص غير شعر الصنعة والتقليد.
অজানা পৃষ্ঠা