180

============================================================

الفصل الثانى شعر المؤيد بجانب هذه الصنعة التى تظهر فى نظم المؤيد وهذا الجهد الذى كاف نفسه مشقة فى نظم قائد الفاطميين ورده على المذاهب المختلفة ، نجد المؤيد أحيانا قد أرسل نفسه على طبيعتها حدثتنا عواطقه لا عقله وخاسبتنا شعوره واحساسه لا علمه، فاى بيعض أبيات نستطيع أن سميها شعرا لانها صادرة عن طبيعة الشاعر وإلهامه ، وتحن نقرؤها فنحس باخساس الشاعر قسه ومشاعرتا تشارك الشاعر فى تاثره فنرنى له كما رفى نفسه . فى مثل هذه الأبيات فقط الى يتحدث الشاعر فيها عن نفسه يظهر فن المؤيد الشعرى واضحأ جليا ، فقدترك نفسه على سجيتها وشعر واحس، وأنشد شعرا فيما شعر واحس، ولم يتكلف فى هذا الشمر العناء الذى لقيه فى التظم ، فنحن بلمس وو ديوان المؤيد لونين من الفن أولا النظم أو الشعر التعليمى م فن الشعر الخالص الممزوج بالزينة البديعية . وإذن كان للمؤيد شخصيتان شخصية الناظم اذى أراد آن يودع علمه ومذهبه فى قالب الشعرفاخرج لنا نظما لا غناء فيه من الناحية الفنية ، وشخصية الشاعرالذى آراد أن يودع عواطفه وإحساسه وشعوره فى شعره . فديوان لمؤيد الذى ننشره الآن مزيج ببن اتاج دراسته الفنسفية والدينية وعقله القلسفى ثم إنتاج خياله الشعرى ، ومن المسلم به آنه من الصعب التوقيق بين الحيال والعلم ، ولذا تكلف المؤيد م شقة فى سبيل التوفيق بينهما فانتج عقله هذا النظم ، وأنتج خياله هذه الأشعار التى جعلها فى كثير من القصائد مقدمة لانتاجه العقلى ول ما نلمس من شعر المؤيد هو أن المؤيد كان ذاتيا كثير التحدث عن نفسه حتى يخيل الينا أنه لم يفكر إلا فى تفسه ، وأنه كان منصرفا عن كل شئ حوله وكل شىء أحاط به فلم ايأبه بالطبيعه فلم يصف البادية التى قطعها أثناء راره من شيراز وسفره إلى مصرأو فى سفره من مصر إلى العراق كعادة الشعراء الذين وصفوا رحلاتهم، فأبو نواس والمتنبى وصفا رحيلهما إلىمصر، ولكن المؤيد وصف نفسه فقط أثتاء الرحيل ، ولم يصف المؤيد المتنزهات والبساتين التى كانت بمصركما وصفها الامير تميم وأبو العباس المصرى وابن حيدرة العقيلى وغيرهم من

পৃষ্ঠা ১৮০