115

مباحث العقيدة في سورة الزمر

مباحث العقيدة في سورة الزمر

প্রকাশক

مكتبة الرشد،الرياض،المملكة العربية السعودية

সংস্করণের সংখ্যা

الأولى

প্রকাশনার বছর

١٤١٥هـ/١٩٩٥م

জনগুলি

والكونية والقدرية كقوله تعالى: ﴿كَتَبَ اللهُ لأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي﴾ ١. فالمراد بالكتابة في قوله تعالى: ﴿كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ﴾ كونية قدرية، فقد كتب على نفسه الرحمة تفضلًا منه، وإحسانًا من غير أن يوجبها عليه أحد. وقال تعالى: ﴿الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ﴾ ٢. هذه الآية تضمنت إثبات الرحمة والمغفرة للذين يبادرون بالتوبة ويمشون على الصراط المستقيم - فسبحان - ربنا وسعت رحمته وعلمه كل شيء فما من مسلم ولا كافر إلا وهو يتقلب في نعم الله التي لا تحصى ولا تعد. وقال تعالى: ﴿الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ ٣. فسورة الفاتحة التي هي أول سور القرآن دلت على إثبات صفة الرحمة - للباري جل وعلا - وهي السورة التي اشتملت على أمهات المطالب العالية. قال العلامة ابن القيم حول تفسيره لهذه السورة العظيمة: "وتضمنت إثبات النبوات من جهات عديدة: أحدها: كونه رب العالمين فلا يليق به أن يترك عباده سدى هملًا لا يعرّفهم ما ينفعهم في معاشهم ومعادهم، وما يضرهم فيها فهذا هضم للربوبية، ونسبة الرب - تعالى - إلى ما لا يليق به وما قدره حق قدره من نسبه إليه. الثاني: أخذها من اسم "الله" وهو المألوه المعبود ولا سبيل للعباد إلى معرفة عبادته إلا من طريق رسله. الثالث: من اسمه "الرحمن" فإن رحمته تمنع إهمال عباده وعدم تعريفهم ما ينالون به غاية كمالهم، فمن أعطى اسم "الرحمن" حقه عرف أنه متضمن لإرسال الرسل وإنزال الكتب أعظم من تضمنه إنزال الغيث، وإنبات الكلأ وإخراج الحب فاقتضاء الرحمة لما

١- سورة المجادلة آية: ٢١. ٢- سورة غافر آية: ٧. ٣- سورة الفاتحة آية: ١ - ٢.

1 / 124