পশ্চিমা আধুনিক ও সমসাময়িক দর্শনে দার্শনিক গবেষণা (দ্বিতীয় খণ্ড)
دراسات فلسفية (الجزء الثاني): في الفلسفة الغربية الحديثة والمعاصرة
জনগুলি
ويحاول أورتيجا تجاوز هذه العموميات ويضع بنية للشعور الأوروبي وتطورا له.
1
فالوعي الأوروبي له صورتان: سلمية ونضالية. من الأولى يأتي السلام ومن الثانية تندلع الحرب، ولكن أورتيجا لا يفصل في البنية أكثر من ذلك ولا يحدد اتجاهات الوعي الأوروبي نحو الطبيعة ونحو التعالي ونحو الإنسان. مع أن هوسرل كان قد كتب رائعته عن «محنة العلوم الأوروبية» سنة 1935م مفصلا بنية الشعور الأوروبي وواصفا لمساره، ولكن أورتيجا يعطي تفصيلات أكثر عن تطور الشعور الأوروبي منذ أصوله الأولى عند اليونان والرومان حتى تطوره الأخير ووصوله إلى مرحلة الانهيار في ثورة الجماهير التي يعتبرها أحد مظاهر السقوط باعتبارها انهيارا معنويا للإنسانية كلها. ويضع أورتيجا تقابلا بين الوعي الأوروبي الدينامي الحركي وبين الوعي اليوناني الروماني الثابت الساكن. فلم يكن سهلا على الفكر اليوناني الروماني إدراك الواقع باعتباره حركة فتصور الطبيعة ثابتة، والله محركا لا يتحرك، والإنسان قوى متناسقة. أما الدينامية الأوروبية فإنها ترجع في الحقيقة إلى عصر النهضة ورفض كل مصدر للقوى الطبيعية خارج العالم، ورفض كل تصور للعالم لا يصدر عن الإنسان نفسه برؤيته للأشياء وتعقله لها؛ لذلك أصبحت قوة العالم منه وإليه. ويعتبرها أورتيجا مثل هوسرل وديكارت بداية الوعي الأوروبي في مساره الحديث. استمر العقل الديكارتي ثلاثة قرون، وهو عقل رياضي طبيعي بيولوجي مما جعل الوعي الأوروبي في البداية وعيا عقليا يصعب فيه الفصل بين العقل والوعي، وهذا ما يقوله هوسرل وفيبر
M. Weber
عن قدرة الوعي الأوروبي على التنظير وتصور الواقع تصورا عقليا رياضيا صرفا حتى أخرج هوسرل كل حضارات الشرق القديم من حسابه في تطور التاريخ لارتباطها بالدين والأساطير والتكيف مع الحياة. وقد كان أفلاطون وسقراط أكثر فلاسفة اليونان تأثرا بالشرق في الإشراقيات الدينية عند أفلاطون والأخلاقيات العملية عند سقراط. يبدأ تاريخ العلوم الأوروبية بنقطة أرشميدس. ويجعل فيبر سيادة العامل العقلي السبب المباشر في تفوق الجنس الأوروبي وعلى ظهور البروتستانتية كفكر عقلاني حر ولد الرأسمالية من براثن الكاثوليكية الرومانية التي كانت ركيزة الإقطاع.
2
وقد تميز القرن الخامس عشر بنهضة الآداب تحت أثر العلم والعقل. ومنذ القرن السابع عشر والوعي الأوروبي يعيش تجربة مشتركة. ثم ظهرت إنسانية الوعي الأوروبي في فلسفة التنوير في القرن الثامن عشر حيث إن الحصول على دساتير مماثلة حق طبيعي لكل الشعوب. وبصرف النظر عن مدى دقة هذا الوصف لتاريخ الوعي الأوروبي فإن ما يبقى هو هذا الدافع نحو التقدم منذ بدايات عصر النهضة والبحث عن الحقيقة بعد أن تم إسقاط الأغطية النظرية القديمة حتى أصبح هذا البحث مرادفا للحقيقة نفسها على ما يقول لسنج.
3
يكشف تاريخ الوعي الأوروبي عن قدرته على التحرر من الماضي ثم وضع بدائل متعددة بدلا من الاختيارات القديمة. وقد لاحظ جيزو
Guizot
অজানা পৃষ্ঠা