পশ্চিমা আধুনিক ও সমসাময়িক দর্শনে দার্শনিক গবেষণা (দ্বিতীয় খণ্ড)
دراسات فلسفية (الجزء الثاني): في الفلسفة الغربية الحديثة والمعاصرة
জনগুলি
الفلسفة حركة التاريخ. وفصلهما مثل فصل الروح عن البدن، وإثبات الروح مجردة غير مرئية لا مستقر لها إلا في عالم الغيب، وجثة هامدة لا حراك فيها تنحل بعد حين، فتندثر الأمم. وأغلب ما يشاهد فيه موت الفلسفة وحياتها في التاريخ في نهاية مرحلة وبداية أخرى، وفلسفة العصور الذهبية حية باستمرار، وفلسفة الخمود والانحطاط ميتة باستمرار، ولكن البعث الفلسفي يحدث في لحظات الموت والحياة عندما تخبو حركة التاريخ ثم تبعث فيها الحياة من جديد. فأرسطو وابن خلدون واشبنجلر وتوينبي وبرجسون وهوسرل في نهاية عصر عندما تؤذن الحضارة بالنهاية. وسقراط والكندي، وديكارت، والطهطاوي بدايات لعصور عندما تبعث الحضارة من جديد.
1
تموت الفلسفة إذن عندما تكون خارج التاريخ لا شأن لها بتطور الروح البشري ولا بحياة الشعوب. تظل فلسفة لا في زمان ولا في مكان، فلسفة يمكن نقلها من عصر إلى عصر، ومن بيئة إلى بيئة، ومن جيل إلى جيل، لا موطن لها ولا مستقر، لا تقضي على طاغ ولا تقيم صرح دولة. وهي مثل الفلسفات التي ننقلها نحن هذه الأيام من الغرب حتى نكون معاصرين، نكسب بعض الشهرة، ونرتزق منها، ونجد فيها مادة للتدريس كما نجد البضائع المستوردة، ونضعها في الكتب المقررة في معاهدنا وجامعاتنا. فالزمان والحركة هما اللذان يعطيان الفكر البشري قوته وحياته. وهما قنواته التي تمد الذهن البشري بخصوصيته ونمائه.
ويشهد التاريخ على ذلك. فمن أسباب موت الفلسفة في العصر الوسيط أنها كانت فلسفات عقائدية لا تهتم بتطور التاريخ البشري ولا بحياة الشعوب ولا بمراحله المختلفة، اقتصرت على صياغة فلسفات لا تاريخية ثلاثية القسمة: منطق وطبيعيات وإلهيات دون أن يكون فيها تاريخيات أو إنسانيات كأقسام مستقلة غير ملحقة بالإلهيات. كانت العلاقة بين طرفي الحقيقة علاقة رأسية بين الله والعالم، وليست علاقة أفقية بين الماضي والمستقبل أي الله في التاريخ والخلود في الزمان. وقد ظهر الشيء نفسه في فلسفاتنا القديمة عند ابن سينا خاصة في موسوعاته الفلسفية. فكانت فلسفة بلا تاريخ وبلا وعي تاريخي، وبلا مراحل تاريخية. وأقصى ما وصلت إليه هو ذكر حضارات السابقين وتراث الأمم السالفة وطبائعها دون صياغة مفهوم لتقدم التاريخ ومراحله. كان التاريخ هو الرواية أو تاريخ النبوة، أو تاريخ التشريع أو تاريخ الطبقات أو تاريخ الخلفاء أو تاريخ الملوك أو تاريخ السنين أو تاريخ الأعيان والأعلام، ولم يكن تاريخ الشعوب وحركة الجماهير والوعي بالتاريخ.
2
لقد ماتت الفلسفة أيضا في الاتجاهين الصوري والمادي في الوعي الأوروبي لأنهما أسقطا الزمان والتاريخ من الحساب. وأكبر مثل على ذلك ديكارت ومالبرانش وليبنتز. فلم يظهر التاريخ في فلسفتهم نظرا لأن العقل كان في علاقة مباشرة مع اللانهائي بلا تطور أو زمان. ولم يند عن ذلك إلا اسبينوزا في «رسالة في اللاهوت والسياسة» التي درس فيها نشأة دولة العبرانيين وسقوطها، وتطور الكتب المقدسة والعقيدة المسيحية والتاريخ المقدس. بل إن البنيوية كوريث للعقلانية والصورية دراسة للموضوعات خارج التاريخ والزمان فتحولت إلى تطبيقات في العلوم الإنسانية دون حركة تاريخ بالرغم من وجود التطور الزمني
Diachronique
لأنه في نهاية الأمر لا يقدم إلا صورا وقوالب صورية وليس تاريخا بمعنى الوعي بالتاريخ وحركة الشعوب. كذلك الحال عند برنشفيج عندما كان التاريخ لديه هو تاريخ الرياضة والحساب دون الشعوب والمجتمعات. كما ماتت الفلسفة في المذاهب الحسية التجريبية الوضعية لأنها بدورها أسقطت التاريخ من الحساب ولم تدرك الواقع إلا في الحاضر بلا ماض أو مستقبل وكأن الموضوع هو فتق في التاريخ، ونتوء في التطور. بل إن النظرية النسبية التي أدخلت الزمان كبعد رابع في الواقع المادي حولته إلى حساب كمي رياضي خارج الوعي بالزمان وبالتالي خارج حركة التاريخ.
3
وماتت الفلسفة في أمريكا لأنها بلا تاريخ، وليس لها جذور إلا كامتداد للفلسفات الأوروبية واتجاهاتها المثالية والواقعية . ماتت الفلسفة في العالم الجديد لأنه بلا تاريخ، ودون وعي تاريخي، وليس له منظور تاريخي، فالمذاهب الحسية والعملية والتحليلية كلها بلا تاريخ وبلا موضوع. التاريخ والفلسفات المثالية مثل فلسفات هوكنج ورويس مثالية فردية بلا وعي بالتاريخ. كما أن الفلسفات الشرقية القديمة لم تعن بموضوع التاريخ. فقد طغى الكون على كل شيء. وابتلع الخلود الزمان وطواه فيه.
অজানা পৃষ্ঠা