দ্বীন
الدين: بحوث ممهدة لدراسة تاريخ الأديان
জনগুলি
أن النظر في مشاهد الطبيعة كان - على الجملة - هو منشأ العقيدة الإلهية، ولكنه يقرر في كتابه «المدخل إلى تاريخ الديانات»
Introduction to the History of Religion
أن الظواهر العادية لا تكفي في إيقاظ هذه الفكرة؛ لأنها لتكرر عرضها على الحواس تألفها النفس، فلا تحتاج إلى التماس تفسيرها، أما الحوادث الأرضية المفاجئة، والعوارض السماوية النادرة، التي يضطرب بها النظام العادي، كالبرق، والرعد، والعواصف، والصواعق، والخسوف، الطوفان، والزلازل، فإن تأثيرها على المشاعر كتأثير دق الجرس، في تنبيه الغافل وإيقاظ الوسنان؛ ذلك أن قد ارتكز في الغرائز البشرية - والحيوانية أيضا - استحالة أن يحدث شيء من لا شيء «حتى إن الطيور والدواب لتفزع عند سماع صوت مزعج، وتلتفت إلى جهة الصوت شعورا بأن له فاعلا»، فكان من الطبيعي أن هذه الحوادث الفجائية الرهيبة تزعج من يشهدها، وتحفزه إلى السؤال عن مصدرها، وإذ كان لا يرى لها سببا ظاهرا ، اضطر عقليا أن ينسبها إلى سبب خفي ذي قوة هائلة؛ إذ لا مخرج للعقل من هذه القسمة الثنائية.
على أن جيفونس لا يرى مانعا من أن يكون التأمل في الحوادث العادية والسنن الكونية المستمرة، باعثا أيضا لهذا الشعور؛ ولكنه يرى أن ذلك لا يكون إلا بنظرة ثانية، عند هدوء البال، ونضج الفكر، وانزياح أسباب السهو والغفلة، وعلى هذا يكون شعور الرهبة والخشية أسبق أثرا في التدين من شعور الإعجاب.
لا حاجة بنا إلى التذكير بأن أكثر الأسئلة التي أثيرت بصدد التفسير الأول والأجوبة التي قدمت لحلها، يمكن أن تسري على هذا التفسير؛ لأنهما فصيلتان من نوع واحد.
غير أن هذا التفسير - وقد تفادى من الاعتراض الأول الذي وجه إلى تفسير «ميلر» - قد تعرض لنقد وجيه، أشار إليه ساباتييه؛
6
وهو أن شعور الرهبة والخوف من القوى العلوية لا يكفي وحده لتفسير الفكرة الدينية، ولا بد له من شعور آخر يوازنه ويلطف من حدته؛ ذلك أن الخوف إذا استأثر بالنفس سحق الإرادة، وشل الحركة، وولد اليأس، ومن وقع فريسة للرعب إن لم يتصور إمكان الخلاص لم يفكر في البحث عن عون ينقذه من الخطر الذي وقع فيه، فلا بد لتحقيق الشعور الديني من مقاومة الخوف والرهبة بما يعادلهما من الأمل والرجاء، اللذين يبعثان على الدعاء والتضرع، وهذه هي حقيقة التدين. (2) المذاهب الروحية (المشهورة باسم الحيوية
Animism )
رأينا في التفسيرات السابقة كيف تتولد العقيدة الإلهية عن النظر في صحيفة الكون المادي؛ ولذلك اشتهرت تسمية هذه التفاسير بالمذهب الطبيعي، حتى نسب إليها القول بأن العبادة الأولى كانت عبادة الطبيعة.
অজানা পৃষ্ঠা