দ্বীন
الدين: بحوث ممهدة لدراسة تاريخ الأديان
জনগুলি
لكن الالتجاء إلى هذه النصوص اعتراف ضمني بأن وسائل العلم البشري وحدها عاجزة عن أن تصل بنا من طريق يقيني إلى نقطة البدء الحقيقي للدين، والواقع أن الحل النهائي لهذه المسألة إنما يكون عن طريق الوحي؛ لأنها داخلة في منطقة الغيب التي هي موضوع الإيمان، وليست من شأن العلوم الاستقرائية، ولا العلوم الاستنتاجية.
وجملة القول: أن كل النظريات التي حاولت تحديد ديانة الإنسان الأول بالتطبيق على ديانات القرون الماضية، أو الأمم الهمجية، فصورتها لنا تارة سليمة، وتارة سقيمة، وتارة ملفقة؛ إنما هي افتراضات مبنية على افتراضات فهي لا تصف الحق الثابت
Le vrai ، الذي هو مطلب العلم الصحيح، وإنما تعرض احتمالات تشبه الحق قليلا أو كثيرا + ou-vraisemblables .
فإذا نحن عرضنا الآن شيئا من هذه النظريات، فليكن معلوما أننا لن نتابعها في تلك الدعوى العريضة، وهي أنها ترسم الصورة الأولى المطلقة للحياة الدينية، بل سنقنع منها بالجانب التحليلي، أو الجانب التاريخي النسبي، لا أكثر من ذلك.
الفصل الرابع
الوضع التعليلي للمسألة واختلاف المذاهب فيه
(1) المذاهب الكونية أو الطبيعية (1-1) الطبيعة العادية
يرى فريق من العلماء أن العامل الأول في إثارة الفكرة الدينية كان هو النظر في مشاهد الطبيعة، ولا سيما الأفلاك والعناصر.
ذلك أن التأمل في هذا المجال غير المتناهي يجعل الإنسان يشعر بأنه محوط من كل جانب بقوة ساحقة غلابة، قوة مستقلة عن إرادة البشر، يخضع الجميع لتأثيرها، ولا قدرة لهم على تحويل سيرها أو تعديل نظامها، فيجتمع له من ذلك شعور مؤلف من دهشة وإعجاب، يرى به الكون أشبه شيء بالمعجزة، «وفي الحق لهو أكبر المعجزات ؛ فإنه لا شيء أقل طبيعية من الطبيعة نفسها.»
أشهر مقرري هذه النظرية هو العالم الألماني ماكس ميلر
অজানা পৃষ্ঠা