দ্বীন
الدين: بحوث ممهدة لدراسة تاريخ الأديان
জনগুলি
Le Marechal Philppe Petain
عاهل الدولة الفرنسية في خاتمة خطابه الذي أذاعه على أمته في يوم 25 يونيو 1940 عقب توقيع الهدنة التي التمسها من زعيم ألمانيا المنتصرة: «إنني أدعوكم أول كل شيء إلى نهوض أخلاقي.» وقول المارشال مونتجومري
Montgomery
في خطبته أمام الجيش الثامن يوم 4 مارس 1951: «إن أهم عوامل الانتصار في الحرب هو العامل الأخلاقي؛ ولا يمكن لقائد أن يدفع جنوده إلى بذل أقصى جهودهم في العمل إلا إذا كانت ضمائرهم مرتاحة إلى ما يعملونه، ويقيني أن الجيش إذا سار على غير مرضاة الله سار على غير هدى، إن خطر الانحطاط الخلقي في أفراد الجيش أعظم من خطر العدو؛ ولذلك لا نستطيع أن ننتصر في معركة إلا إذا انتصرنا على أنفسنا قبل كل شيء.» (4) الرباط الروحي وتماسك المجتمع
إن الخدمة الجليلة التي تؤديها الأديان للجماعة لا تقف عند هذا الحد، فليست كل مهمتها أنها المبعث القوي لتهذيب السلوك، وتصحيح المعاملة، وتطبيق قواعد العدل، ومقاومة الفوضى والفساد؛ بل إن لها وظيفة إيجابية أعمق أثرا في كيان الجماعة؛ ذلك أنها تربط بين قلوب معتنقيها برباط من المحبة والتراحم، لا يعدله رباط آخر من الجنس، أو اللغة، أو الجوار، أو المصالحة المشتركة.
بل إن هذه العلائق مجتمعة، مهما يكن أثرها الظاهري من كف الأذى وبذل المعروف المتبادل، تظل روابط سطحية تضم الأفراد كما تضم الأعواد في ضغث، ولا تزال تتخللها الفجوات والثغرات والحواجز النفسية ... حتى تشدها رابطة الأخوة في العقيدة، والمشاركة في المثل العليا، فهنالك تعود الكثرة وحدة، وتصبح النفوس كالمرايا المتقابلة تنعكس صور بعضها في بعض.
بل كثيرا ما تستغني هذه الوحدة الروحية عن سائر الوحدات الأخرى، فتنعقد بها أقوى الوشائج وأدومها بين أفراد اختلفت أجناسهم، وتباينت لهجاتهم، وتباعدت ديارهم، وتفاوتت مصالحهم. وكثيرا ما نرى الدول التي تقوم على قاعدة المصالح المشتركة في الوطن بين ملل مختلفة تضطر إلى الاستنجاد بما في هذه الأديان كلها من مبدأ التعاون على الخير، والتناصر على دفع عدوان المغيرين؛ ولذلك قيل بحق: إن الوطنية التي لا تعتمد على باعثة من الخلق والدين إنما هي حصن متداع يوشك أن ينهار.
وجملة القول: أن الأديان تحل من الجماعات محل القلب من الجسد، وأن الذي يؤرخ الديانات كأنما يؤرخ حياة الشعوب، وأطوار المدنيات.
المبحث الرابع
في نشأة العقيدة الإلهية
অজানা পৃষ্ঠা