দিন ইনসান
دين الإنسان: بحث في ماهية الدين ومنشأ الدافع الديني
জনগুলি
وكنت إماما في المعارف سيدا (الفص 4، الفقرة 4)
والتشبيه عنده أمر يتطلبه بطون الذات الإلهية؛ إذ لا بد من صلة تصل هذا المحدود بذاك اللامحدود. يقول في الفصوص: «وبالجملة، فلا بد لكل شخص من عقيدة في ربه يرجع إليه ويطلبه فيها. فإذا تجلى له الحق فيها أقر به، وإن تجلى له في غيرها أنكره ... فلا يعتقد معتقد إلها إلا بما جعل في نفسه. فالإله في الاعتقادات بالجعل، فما رأوا إلا نفوسهم وما جعلوا فيها» (الفص 10، الفقرة 13).
إلا أن من قطع شوطا في مسار العارفين، يجب ألا يتقيد بصورة دون أخرى، بل عليه أن يقبل الصور جميعا، وما هو فوق هذه الصور. يقول أيضا: «فإياك أن تتقيد بعقد مخصوص وتكفر بما سواه فيفوتك خير كثير، بل يفوتك العلم بالأمر على ما هو عليه؛ فكن في نفسك هيولى لصور المعتقدات كلها، فإن الله تعالى أوسع وأعظم من أن يحصره عقد دون عقد، فإنه يقول:
فأينما تولوا فثم وجه الله » (الفص 10، فقرة 13).
هذه الصورة التي يكونها الإنسان عن الألوهة هي صورة مخلوقة من صنعه، ويدعوها ابن عربي بإله المعتقدات، أو الإله المجعول، أو الحق الاعتقادي. يقول: «فلا يشهد القلب ولا العين أبدا إلا صورة معتقده في الحق» (الفص 12، فقرة 7).
وصورة المعتقد هذه هي بشكل من الأشكال وثن يوضع بين الحق والخلق. يقول: «فما ثم إلا عابد وثنا» (الفتوحات، 186 / 4). •••
وهكذا نعود من رحلتنا في معتقدات الإنسان إلى نقطة المبتدى؛ فالوثن الذي يراه ابن عربي قائما بين الإنسان والذات الإلهية، ما هو إلا شارة القداسة التي أقامها إنسان العصر الحجري في محاريبه ورسمها على جدران كهوفه. وها نحن نقف بخشوع أمام رأس الثور في المريبط وشتال حيوك، وندلف إلى أعماق كهف لاسكو حيث الظلال تنعكس على مشهد البيسون المتحفز للانطلاق. فما هذا إلا ذاك. ولكم ذهب الإنسان بعيدا ليعيد صياغة المعتقد نفسه ولكن بأشكال جديدة. لقد قام برحلة عقلية طويلة، ولكنه لم يتحرك قيد أنملة من مكانه في رحلته النفسية.
الباب السادس
نتيجة، ومدخل جديد
الفصل الأول
অজানা পৃষ্ঠা