165

الأحاديث المشكلة الواردة في تفسير القرآن الكريم

الأحاديث المشكلة الواردة في تفسير القرآن الكريم

প্রকাশক

دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع

সংস্করণের সংখ্যা

الأولى

প্রকাশনার বছর

١٤٣٠ هـ

প্রকাশনার স্থান

المملكة العربية السعودية

জনগুলি

عائشة ﵂: (وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى)، وهو كقوله: (وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ) [فاطر: ١٨]، وما يرخص من البكاء في غير نوح، وقال النبي ﷺ: "لَا تُقْتَلُ نَفْسٌ ظُلْمًا إِلَّا كَانَ عَلَى ابْنِ آدَمَ الْأَوَّلِ كِفْلٌ مِنْ دَمِهَا؛ لِأَنَّهُ أَوَّلُ مَنْ سَنَّ الْقَتْلَ" (١) ". اهـ (٢) وهو اختيار: أبي البركات ابن تيمية (٣). (٤) القول الخامس: أَنَّ الحديث محمول على من أوصى أهله بذلك، فإنه يعذب بسبب وصيته، لا بسبب النياحة، وقد قال رسول الله ﷺ: "مَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً سَيِّئَةً فَعُمِلَ بِهَا بَعْدَهُ كُتِبَ عَلَيْهِ مِثْلُ وِزْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَا وَلَا يَنْقُصُ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْءٌ". (٥) قالوا: وكان ذلك مشهورًا من مذاهب العرب وعاداتهم، حيث كانوا يوصون بالندب والنياحة، وهو موجود في أشعارهم: كما قال لبيد (٦) يخاطب ابنتيه: (٧) فقوما فقولا بالذي قد علمتما ... ولا تخمشا وجهًا ولا تحلقا الشعر وقولا هو المرءُ الذي لا صديق له ... أضاع، ولا خان الأمير ولا غدر إلى الحول ثم اسم السلام عليكما ... ومن يبكِ حولًا كاملًا فقد اعتذر وكما قال طرفة بن العبد (٨): (٩) إذا متُّ فانعيني بما أنا أهله ... وشقي عليَّ الجيب يا ابنة معبدِ وهذا قول: المزني (١٠) (١١)، وإبراهيم الحربي (١٢) (١٣).

(١) أخرجه البخاري في صحيحه، في كتاب أحاديث الأنبياء، حديث (٣٣٣٦)، ومسلم في صحيحه، في كتاب القسامة، حديث (١٦٧٧). (٢) صحيح البخاري (٢/ ٩٩). (٣) هو: عبد السلام بن عبد الله بن الخضر بن محمد، ابن تيمية الحراني، أبو البركات، مجد الدين: شيخ الحنابلة، وفقيه عصره، ولد بحران، وحدث بالحجاز والعراق والشام، ثم ببلده حران وتوفي بها، وكان فرد زمانه في معرفة المذهب الحنبلي، من كتبه "المنتقى في أحاديث الأحكام" و"المحرر في الفقه". وهو جد شيخ الإسلام ابن تيمية، توفي المجد سنة: ٦٥٢ هـ. انظر: سير أعلام النبلاء، للذهبي (٢٣/ ٢٩١)، والأعلام، للزركلي (٤/ ٦). (٤) انظر: الإنصاف، للمرداوي (٢/ ٥٦٩)، وقد حكاه عنه: ابن تيمية في مجموع الفتاوى (٢٤/ ٣٧٠)، وابن القيم في عدة الصابرين (١٧٢). (٥) أخرجه مسلم في صحيحه، في كتاب العلم، حديث (١٠١٧). (٦) هو: لبيد بن ربيعة بن مالك، أبو عقيل العامري: أحد الشعراء الفرسان الأشراف في الجاهلية. من أهل عالية نجد. أدرك الإسلام، ووفد على النبي ﷺ ويعد من الصحابة، ومن المؤلفة قلوبهم. وترك الشعر، فلم يقل في الإسلام إلا بيتًا واحدًا، قيل: هو: ما عاتب المرء الكريم كنفسه ... والمرء يصلحه الجليس الصالح وسكن الكوفة، وعاش عمرًا طويلًا. وهو أحد أصحاب المعلقات، ومطلع معلقته: عفت الديار محلها فمقامها ... بمنى تأبد غولها فرجامها وكان كريمًا: نذر أن لا تهب الصبا إلا نحر وأطعم، جُمِعَ بعضُ شعره في ديوان مطبوع باسمه، (ت: ٤١ هـ). انظر: الأعلام، للزركلي (٥/ ٢٤٠). (٧) ديوان لبيد، ص (٢١٣). (٨) هو: طرفة بن العبد بن سفيان بن سعد، البكري الوائلي، أبو عمرو: شاعر، جاهلي، من الطبقة الأولى. ولد في بادية البحرين، وتنقل في بقاع نجد. واتصل بالملك عمرو بن هند فجعله في ندمائه. ثم أرسله بكتاب إلى المكعبر (عامله على البحرين وعمان) يأمره فيه بقتله، لأبيات بلغ الملك أن طرفة هجاه بها، فقتله المكعبر، شابًا، في (هجر) وهو ابن عشرين عامًا، وقيل: ابن ست وعشرين. أشهر شعره معلقته، ومطلعها: "لخولة أطلال ببرقة ثهمد"، وقد شرحها كثيرون من العلماء. وجُمِعَ المحفوظ من شعره في ديوان مطبوع باسمه، وكان هجاءً، غير فاحش القول. تفيض الحكمة على لسانه في أكثر شعره. (ت: ٦٠ قبل الهجرة). انظر: الأعلام، للزركلي (٣/ ٢٢٥). (٩) ديوان طرفة، ص (٤٦). (١٠) هو: أبو إبراهيم، إسماعيل بن يحيى بن إسماعيل بن عمرو بن مسلم المزني، المصري، تلميذ الشافعي، كان رأسًا في الفقه، وله كتاب اشتهر به، واسمه "مختصر المزني"، امتلأت البلاد بذكره، وشرحه عدةٌ من الكبار، توفي سنة (٢٦٤ هـ). انظر: سير أعلام النبلاء، للذهبي (١٢/ ٤٩٢ - ٤٩٥). (١١) انظر: الأم، للشافعي (٨/ ١٣٤)، والمجموع، للنووي (٥/ ٢٨٢). (١٢) هو: إبراهيم بن إسحاق بن بشير بن عبد الله البغدادي الحربي، أبو إسحاق: من أعلام المحدثين. أصله من مرو، واشتهر وتوفي ببغداد، ونسبته إلى محلة فيها. كان حافظًا للحديث، عارفًا بالفقه، بصيرًا بالأحكام، قيمًا بالأدب، زاهدًا، أرسل إليه المعتضد ألف دينار فردها. تفقه على الإمام أحمد، وصنف كتبًا كثيرة منها (غريب الحديث) و(مناسك الحج) و(دلائل النبوة)، وغيرها، وكان عنده اثنا عشر ألف جزء، في اللغة وغريب الحديث، كتبها بخطه، (ت: ٢٨٥ هـ). انظر: سير أعلام النبلاء (١٣/ ٣٥٦)، والأعلام، للزركلي (١/ ٣٢). (١٣) نقله عنه الحافظ ابن حجر في فتح الباري (٣/ ١٨٤).

1 / 172