292

(تحرزون(1) به أنفسكم غدا): عن عذاب الله تعالى وأليم عقابه،

وكفى بكلامه هذا في قطع علائق(2) الاغترار والقدح لزيادة الاتعاظ والانزجار، وتحذيرا عن الغفلة، وترغيبا في عمل الآخرة.

(29) ومن خطبة له عليه السلام

(أيها الناس، المجتمعة أبدانهم(3)): لما يظهر في مرأى العين لاجتماعهم (4)على بعض الحوادث إما لهوا وطربا، وإما فرقا وحزنا.

(المختلفة أهواؤهم): لكل واحد منهم غرض، لا يجمعهم جامع الدين في نصرته، ولا تتفق خواطرهم وقلوبهم على رفع مناره، وتشييد معالمه.

(كلامكم): قولكم بألسنتكم.

(يوهي الصم الصلاب): الوهي: الضعف ، ومراده أنه يضعف الأحجار الصلبة لما تضمنه من الإبراق والإرعاد والوعيد الشديد لمن خالفكم.

(وفعلكم يطمع فيكم(5) الأعداء): لما فيه من التخاذل وقلة التناصر بحيث لو رآكم الرائي لطمع في أخذكم وتغنمكم، وعلامة ذلك وأمارته أنكم.

(تقولون في المجالس: كيت وكيت): وهما عبارتان عن الأحاديث المبهمة، ومراده أنكم في المجالس تذكرون أنكم تفعلون الأفاعيل من الجهاد، ومواقعة الأعداء، والقيام بثأر الدين، وتدمير من يريد مخالفته طعنا بالرماح وضربا بالسيوف، ورشقا بالنبال، إلى غير ذلك من الكلامات.

(فإذا جاء القتال): حضر وقته، وصدق حصوله.

পৃষ্ঠা ২৯৭