দিবাজ ওয়াদি
الديباج الوضي في الكشف عن أسرار كلام الوصي
জনগুলি
(16) ومن خطبة له عليه السلام
(شغل من الجنة والنار أمامه!): يريد أنه لا شغل أعظم حالا ممن كانت الجنة أمامه طالبا لها، ولا من(1) كانت النار أمامه محاذرا عنها، والأمام في قوله: أمامه، يحتمل أن يكون حقيقة؛ لأن الجنة والنار لا بد من مشاهدتهما، ولا يشاهدان إلا مع المقابلة، بأن يكونا أمام كل مبصر، ويحتمل أن يكون مجازا، والغرض أنهما إذا كانا نصب عينيه واظب على الطاعة ليحرز الجنة، وكف عن القبائح وسائر المحظورات ليسلم عن النار.
(ساع سريع نجا، وطالب بطيء رجا، ومقصر في النار[هوى] (2)): يعني أن الناس بالإضافة إلى إحراز رضوان الله تعالى والانكفاف عن محرماته على هذه الأصناف الثلاثة: فمنهم من سعى سعيا عظيما بجد واجتهاد، وأعرض عن الدنيا، وكان همه الآخرة، فهذا قد حاز النجاة لا محالة وأحرزها(3) بجهده، ومنهم من يطلبها طلبا بطيئا بتسهيل وتهاون من غير إخلال بواجب ولا إقدام على قبيح، ولكنه يتساهل في أمور، فهذا يرجى له المغفرة من الله تعالى والتجاوز بالعفو عن التقصير، ومنهم مقصر في النار بإقدامه على القبائح، وإخلاله بالواجبات، ونظير هذا التقسيم قوله تعالى: {فأصحاب الميمنة}[الواقعة:8]، ثم قال: {وأصحاب المشأمة}[الواقعة:9]، ثم قال: {والسابقون السابقون}[الواقعة:10]، وفي هذا دلالة على نجاة اثنين(4) دون الثالث.
পৃষ্ঠা ২৩৩