ধু নুরাইন উসমান ইবনে আফান
ذو النورين عثمان بن عفان
জনগুলি
وسماحة عثمان واضحة هنا أيضا؛ لأنها فرض كفروض الحساب لا يتأتى بغيره تقدير الحقيقة الملتبسة، فمن الناس من يأبى الانقياد للأنداد والرؤساء حسدا ونكدا، ومن يأبى الانقياد للأتباع والأعوان تيها وتجبرا وذهابا مع شهوة الترفع والاستعلاء، فهؤلاء كأولئك لا يعرفون السماحة ولا يوصفون بها، ولو لم يكن عثمان سمحا مبرأ من الحسد والنكد ومن شهوة الترفع والاستعلاء؛ لما أصغى إلى ند ولا إلى تابع، ولا سوغ الإصغاء إليهما بمسوغ من المسوغات ترضاه نفسه وتطمئن إليه.
من أشد ما يروى استدلالا على ضعفه وانقياده لرأى مروان بن الحكم قصة رواها ابن عباس عن أبيه، وهو ثقة فيما عاينه وحكاه، قال:
ما سمعت من أبي شيئا قط في أمر عثمان يلومه فيه أو يعذره، وما سألته عن شيء من ذلك مخافة أن أهجم منه على ما لا يوافقه، فأنا عنده ليلة ونحن نتعشى؛ إذ قيل: أمير المؤمنين بالباب، فقال: ائذنوا له، فدخل فأوسع له على فراشه، وأصاب من العشاء معه، فلما رفع قام من كان هناك وثبت أنا، فحمد عثمان الله وأثنى عليه، ثم قال: أما بعد يا خال، فإني قد جئتك أستعذرك من ابن أخيك علي ... سبني وشهر أمري، وقطع رحمي، وطعن في ديني، وإني أعوذ بالله منكم يا بني عبد المطلب. إن كان لكم حق تزعمون أنكم غلبتم عليه فقد تركتموه في يدي من فعل ذلك بكم، وأنا أقرب إليكم رحما منه، وما لمت أحدا منكم إلا عليا، ولقد دعيت أن أبسط يدي عليه فتركته لله والرحم، وأنا أخاف ألا يتركني فلا أتركه.
قال: فحمد العباس الله وأثنى عليه، ثم قال: أما بعد يابن أختي فإن كنت لا تحمد عليا لنفسك؛ فإني لأحمدك لعلي، وما علي وحده قال فيك بل غيره، فلو أنك اتهمت نفسك للناس اتهم الناس أنفسهم لك، ولو أنك نزلت مما رقيت وارتقوا مما نزلوا فأخذت منهم وأخذوا منك؛ ما كان بذلك بأس.
قال عثمان: «فذلك إليك يا خال، وأنت بيني وبينهم.»
قال: «فأذكر لهم ذلك عنك؟»
قال: «نعم» وانصرف.
فما لبثنا أن قيل: هذا أمير المؤمنين قد رجع بالباب، فقال: ائذنوا له. فدخل فلم يجلس، وقال: لا تعجل يا خال حتى أوذنك.
فنظرنا فإذا مروان بن الحكم جالسا بالباب ينتظره حتى خرج، فهو الذي ثناه عن رأيه.
فأقبل علي أبي وقال: يا بني! ما إلى هذا - يعني عثمان - من أمره شيء.»
অজানা পৃষ্ঠা