وتحادثنا، وتحادثنا، وتأخرت بيسي وأنا أدعو الله أن تزيد من تأخرها، وأقبلت على ليزا إقبالة محب قديم لا صديق جديد، وأقبلت هي على حديثي، فما قلت رأيا إلا وجدتها تراه، وما ذكرت من ميولها ميلا إلا وجدتني مثلها فيه، وكانت عيناي دائمتي التحديق في عينيها أجوس في أطواء نفسي فأجدني أزداد حبا لها. كان لا بد أن تعود بيسي وقد عادت. ونظرت إلى جلستنا، وابتسمت: أراك قد لبيت الدعوة.
وقلت في فرح: وهل كان يمكن ألا ألبيها؟
وقصت ليزا على أختها ما كان من أمر الدراجة، وبدا على بيسي أنها لم تكن محتاجة إلى هذا الشرح فما كنت في حياتها غير عابر سبيل أو عابر سفر إن صح التعبير. قالت: فهلم اركب لأذهب بك إلى بيتك.
فنظرت إلى ليزا وأنا أقول في حسرة: هلم.
كم كانت الدراجة مباركة في يومنا هذا، فإنه ما لبثت أن وجدت فيها الملجأ مرة أخرى. - ماذا سأفعل بالدراجة!
وسكتت ليزا وقالت بيسي: اتركها. - وماذا أفعل؟ إنني لا أسير إلا بها.
وقالت ليزا: اسمع، أمسك بدراجتك وسر وسأسير معك على أن تصاحبنا بيسي بالعربة لتعود بي.
ونظرت بيسي إلينا ثم ما لبثت أن أغرقت في الضحك ثم قالت: ألم تقولي إنه ينتظرني منذ ساعة أو أكثر لأعود به بالعربة؟
وكأنما أدركت ليزا ما يخفيه ضحك أختها؟ ولكنها قالت في بلاهة حبيبة: نعم.
وأكملت بيسي حديثها: ففيم كان انتظاره ما دام سيعود سائرا على أية حال؟ أم تراك كنت تريدين له العربة لتسير إلى جانبه لا ليركبها، أم تراك كنت تريدين العربة لتعود بك أنت؟
অজানা পৃষ্ঠা