وأما القسم الثاني، فهم الذين يسكنون، على رأس ممر السرطان، إلى محاذاة نعش الكبرى. وهم سكان وسط المعمورة، من هذه الأرض. فهم أكمل الناس عقلا وألطفهم أذهانا، كأهل العراق والشام وخراسان وأصبهان وهم مختلفون في الكمال، وأكملهم عقلا، وأكثرهم قبولا للمعارف، سكان الموضع، المعروف بأيران شهر. ويليهم في الكلال، سكان إفرنس، فإنهم وسط الإقليم الخامس، ويليهم في الكمال، أهل الأندلس، فإن بلادهم، أخذت من الإقليم الخامس والسادس. وأما القسم الثالث، من سكان الأرض، فهم الذين مساكنهم، محاذية لبنات نعش. وهم الروس والصقالبة. فعقولهم ناقصة وأخلاقهم وحشية. وأذهانهم باردة، بعيدة عن قبول الكمال. وهم متفاوتون في النقصان. فبعضهم أنقص من بعض. والكمال الحقيقي لله تعالى وحده. وكل كمال، إذا نسب إليه تعالى فهو نقص.
انتهى ما أوردناه من هذه العجالة.
وكان الفراغ من تسويدها، في يوم الاثنين 14 من رمضان سنة 1271 هجرية والحمد لله أولا، وأخرا، وظاهرا وباطنا.
পৃষ্ঠা ৩৪