53

كمال :

من أي مرض تتألمين؟

زينب :

الأعصاب، فالحمى، وأظن أنني مصابة بضعف القلب أيضا، إلا أن الأطباء يكتمون عني ذلك، وبالإجمال فقد جمعت تذكارات شتى من كل إقليم حللت به، وها نحن اليوم في القاهرة حيث انتقل زوجي من الحربية إلى الداخلية.

كمال :

قضيت إذن زهرة شبابك بين الصحارى والأدغال وسط الأحراش والغابات، وهل كان شريف بك يهتم بأمرك الاهتمام اللائق في تلك الأصقاع؟

زينب :

لقد اهتم بأمري كثيرا وبذل ما في وسعه في سبيل راحتي، ولم تبد منه في يوم من الأيام حادثة تدعو إلى إيلامي غير أنه كان يغيب كثيرا عن المنزل بحكم وظيفته العسكرية، فتارة يكون في الثكنات لتمرين الجنود، وتارة يكون في الجبال مقتفيا أثر العصاة والأشقياء وما كنت أشعر بالقلق لهذا الغياب إذ كنت أجد التسلية في تربية الدواجن، وبالأكثر كنت أتسلى بأشغالي اليدوية.

كمال :

نعم، نعم، ما أجمل تلك النفائس التي طرزتها يداك!

অজানা পৃষ্ঠা