وكان ابن الفوطي قد ترجمه في الملقبين بفخر الدين ونقل ترجمته من تاريخ ابن الدبيثي بتصرف غريب (1)، وما أظنه عرف أنهما شخص واحد لذكره إياه بنسبين مختلفين وترجمتين متباينتين نوعا. وقد ترجمه ابن الدبيثي في كتابه وقال فيه : «الباجسرائي الأصل البغدادي ، من أهل باب الأزج ، كان يسكن بدرب العجم» (2) وذكره المنذري في وفيات سنة 603 من التكملة ، فقال : «وفي ليلة الرابع من شعبان توفي الشيخ أبو الفرج علي بن عمر بن فارس الحداد الباجسرائي الأصل البغدادي الدار الأزجي ، ببغداد ، ودفن من الغد بمشهد عبيد الله بالجانب الشرقي. تفقه على الفقيه أبي حكيم إبراهيم بن دينار النهرواني الحنبلي ، وقرأ الفرائض والحساب. وكان فيه فضل ومعرفة. وتقلب في الخدم الديوانية» (3) وذكره شمس الدين الذهبي في تاريخ الإسلام (4) وابن رجب في الذيل (5) ونقل ترجمته من المنذري ، كذلك ترجم له ابن العماد في الشذرات (6).
وكل هؤلاء الذين ترجموا له لم يذكروا له كتابا عن تاريخ بغداد. والظاهر أن الذي تفرد بذكره هو الشيخ تاج الدين أبو طالب علي بن أنجب المعروف بابن الساعي البغدادي ، كما يتضح من نقل ابن الفوطي عنه. ثم نسأل : هل هو تاريخ سياسي أم تاريخ تراجمي؟ والذي أخمنه أنه ربما كان «انتقادا» لأحد تواريخ بغداد ، وكل هذه افتراضات لا تسندها الأدلة لعدم وجود نقول عن هذا التاريخ.
ووقف الشيخ طاهر الجزائري على نسخة من كتاب «تراجم علماء بغداد»
পৃষ্ঠা ৬২