بها فإني أطرحت ذكره وأهملت أمره ؛ لكثرة أسمائهم وتعذر إحصائهم ، غير نفر يسير عددهم ، عظيم عند أهل العلم محلهم ، ثبت عندي ورودهم مدينتنا ولم أتحقق تحديثهم بها ، فرأيت أن لا أخلي كتابي من ذكرهم لرفعة أخطارهم ، وعلو أقدارهم» (1).
ويذكر المصنف عادة فيما إذا كان المترجم قد مر ببغداد مرورا عابرا ، كأن يكون قدمها وهو في طريقه إلى الحج ، أو أنه قدمها ليسمع من شيوخها ، أو يحدث فيها ، أو أنه قدمها دفعة واحدة أو دفعات عدة ، أو أنه قدمها ليستوطنها ، وهو غالبا ما يذكر في الحالة الأخيرة المحلة أو المكان الذي استقر به ببغداد.
وقد خلط الخطيب الغرباء القادمين إلى بغداد بأهلها ، وهي طريقة سار عليها بعض المؤلفين السابقين له أو الذين جاءوا بعده ممن ألفوا في تواريخ المدن ، لكن بعض المؤلفين اتبعوا طريقة الفصل فذكروا أهل البلد ثم ألحقوا بهم الغرباء كما فعل العلامة أبو سعيد بن يونس في «تاريخ مصر» حيث ذكر المصريين على حدة والغرباء الذين دخلوا مصر على حدة ، أو كما فعل ابن الفرضي في كتابه «تاريخ علماء الأندلس» ومن ذيل عليه كابن بشكوال في «الصلة» وابن الأبار في «التكملة» حيث ذكروا كل حرف من أهل البلد ثم أتبعوه بالغرباء الذين حدثوا بها (2).
وقد طبع تاريخ الخطيب لأول مرة بمطبعة السعادة بالقاهرة سنة 1931 م طبعة سقيمة مليئة بالتصحيف والتحريف والسقط استنادا إلى مخطوطة سقيمة متأخرة محفوظة في مكتبة كوبرلي بإستانبول وعلى الأجزاء المحفوظة بمكتبة الأزهر ، وهي من نسخة جيدة نسخت عن النسخة التي كانت موقوفة بالسميساطية ، ظنا منهم أنها هي نسخة السميساطية ، وعلى جزء صوره لهم
পৃষ্ঠা ৪৪