وذيل على ابن المفضل تلميذه الإمام الحافظ زكي الدين أبو محمد عبد العظيم بن عبد القوي المنذري «ت 656 ه» وصل به إلى أثناء سنة 642 ه وسماه «التكملة لوفيات النقلة» ، وقد يسره الله لي فحققته سنة 1967 م ونلت به رتبة الماجستير من جامعة بغداد مع كتاب عن المنذري وكتابه التكملة ، وطبع الكتاب أكثر من خمس طبعات.
وذيل على أبي محمد المنذري تلميذه الشريف عز الدين أحمد بن محمد الحسيني المتوفى سنة 695 ه بكتاب سماه «صلة التكملة لوفيات النقلة» ابتدأه من سنة 641 ه ووقف به عند سنة 675 ه ، ووصل إلينا بخطه كاملا ، وقد أعددته للنشر.
ويلاحظ أن التنظيم على الوفيات يتصل اتصالا وثيقا بكتب الحوليات ، وهي الكتب التاريخية التي عرضت مادتها سنة فسنة مثل تاريخ خليفة بن خياط «ت 240 ه» و «تاريخ الأمم والملوك» للطبري «ت 310» ، فأساس فكرتها هي سياقة الحوادث أو التراجم على التسلسل الزمني ، ومن ثم رأينا المنذري في «التكملة» يرتب تراجمه حسب وفياتهم باليوم والشهر والسنة.
ومن هنا يتعين علينا التنبيه على أن بعض الكتب التي تحمل اسم «الوفيات» لا تعد ضمن هذه الكتب إلا أن تكون قد التزمت بالترتيب على أساس الوفاة ، فمن ذلك مثلا كتاب «وفيات الأعيان» لابن خلكان «ت 681» و «الوافي بالوفيات» للصلاح الصفدي «ت 764» و «فوات الوفيات» لابن شاكر الكتبي «ت 764» ، فهذه الثلاثة من الكتب المرتبة على حروف المعجم.
كما ينبغي الالتفات إلى أن لفظ «الوفيات» صار مرادفا للتراجم ، فيقال في الكتاب الحولي الذي يعنى بذكر الحوادث والتراجم ، أنه يتضمن الحوادث والوفيات ، بل ربما أطلق لفظ «الوفيات» على الكتب الحولية التي غلب عليها ذكر التراجم ، مثل كتاب «المقتفي لتاريخ أبي شامة» لعلم الدين البرزالي «ت 739 ه» وغيره ، فهذا كله من باب التجوز.
পৃষ্ঠা ২৩