لما انثنى في حُلة من سندس ... قالت غصون البان ما أبقى لنا
هذا على إن الغصون تعلمت ... منه الرشاقة بينها لما أنثنى
وبخده وبثغره وعذاره ... عرف العقيقى وبارق والمنحنى
أقسى علي من الحديد فؤاده ... ومن الحرير تراه خدا إلينا
شبهته بالبدر قال ظلمتني ... يا عاشقي والله ظلما بيننا
وهذه القصيدة النونية وازن بها قصيدة القاضي ناصح الدين أبي بكر أحمد بن محمد بن الحسين الأرجاني ﵀ وتلك من غرر القصائد فلا بأس بإيراد شيء منها ومن غيرها من شعر الأرجاني فإنه من جيد الشعر وأول القصيدة النونية المذكورة.
وردُ الخدود ودونه شوك القنا ... فمن المحدث نفسه أن يجتنى
لا تمدد الأيدي إليه فطالما ... شنّوا الحروب لأن مددنا الأعينا
ورد تخيّر من مخافة نهبه ... باللحظ من ورق البراقع مكمنا
يُلقى الكمام مع الظلام إذا دجا ... ويعود فيه مع الصباح إذا دنا
ولطالما وجد الخلاف وإلفه ... دينا لعمرك للحسان وديدنا
قل للتي ظلمت وكانت فتنة ... ولو أنها عدلت لكانت أفتنا
لما سألت الثغر عنها لؤلؤًا ... قالت أما يكفيك جفنك معدنا