فتكلم الأخطل وقال أين أمير المؤمنين يا ابن المراغة فعلمت أنه الأخطل فذببت حيال وجهي بكمي وقلت اخسا ومضيت حتى أنشدته كلها فقال الخليفة اجلس فجلست ثم قال قم يا أخطل هات مديح أمير المؤمنين فقام حيالي فأنشد أشعر الناس وأمدح الناس فقال له الخليفة أنت شاعرنا ومادحنا اركبه فرمى بردائه وألقى قميصه على منكبه ووضع يده على عنقي فقلت يا أمير المؤمنين أن النصراني الكافر لا يعلو ولا يظهر على المسلم ولا يركبه فقال أهل المجلس صدق يا أمير المؤمنين فقال دعه وانتقض المجلس وخرجنا فدخل الوفد عليه ثمانية أيام مع محمد كلهن أحجب فلا أدخل عليه ثم دخلوا في التاسع وأخذوا جوائزهم وتهيوا في العاشر للدخول والتوديع للرحيل فقال محمد يا أبا حزرة مالي لا أراك تتجهز قلت وكيف وأمير المؤمنين علي ساخط ما أنا ببارح أو يرضى عني فلما دخل عليه محمد ليودعه قال يا أمير المؤمنين إن ابن الخطفى مادحك وشاعرك ومادح الحجاج سيفك وأمينك وقد لزمتنا له صحبة وذمام فإن رأيت أن تأذن له فإنه أبى أن يخرج معنا وأنت غضبان وآلى أنه لا يخرج أو ترضى عنه فيدخل ويودعك فأذن لي فدخلت عليه ودعوت له فقال إنما أنت للحجاج قلت ولك يا أمير المؤمنين ثم استأذنته في الإنشاء فسكت ولم يأذن لي فاندفعت فقلت
( أتصحو أم فؤادك غير صاح
فقال بل فؤادك
عشية هم صحبك بالرواح )
حتى فرغت منها وعلمت أني إن خرجت بغير جائزة كان اسقاطي آخر الدهر فلما بلغت إلى شكوى أم حزرة قلت في أثر ذلك
( ألستم خير من ركب المطايا
وأندى العالمين بطون راح )
পৃষ্ঠা ৪৫