( قال ) وأخبرني عبد الله بن إبراهيم الجمعي قال نشأ في قريش ناشئان رجل من بني مخزوم ورجل من بني جمح فبلغا في الوداد ما لم يبلغ بالغ حتى كان إذا رؤي أحدهما فكأن قد رئيا جميعا ثم دخلت وحشة بينهما من غير شيء يعرفانه فتغيرا فلما كان ليلة من الليالي استيقظ المخزومي ففكر ما الذي شجر بينهما وكان المخزومي يقال له محمد والجمعي يحيى فنزل من سطحه وخرج حتى دق عليه بابه فاستيقظ له فنزل إليه فقال له ما جاء بك هذه الساعة قال جئتك لهذا الذي حدث ما أصله وما هو قال قفال والله ما أعرف له أصلا قال عبد الله فبكيا حتى كادا يصبحان ثم عاد كل واحد منهما إلى منزله فأصبح المخزومي وهو يقول
( كنت ويحيى كبدي واحد
نرمي جميعا ونرامى معا )
( يسرني الدهر إذا سره
وإن رمينا بالأذى أوجعا )
( حتى إذا ما الشيب في مفرقي
لاح وفي عارضه أسرعا )
( وشى وشاة فرقوا بيننا
فكاد حبل الوصل أن يقطعا )
وزاد غير عبد الله بن إبراهيم
( فلم ألم يحيى على وصله
ولم أقل خان ولا ضيعا )
( قال ) وقال حدثنا أبو سعيد السكري قال أتي عبد الملك بعود فقال للوليد بن مسعدة الفزاري ما هذا يا وليد قال عود يشقق ثم يرقق ثم يلصق ثم تعلق عليه أوتار ويضرب به فيضرب الكرام رؤسها بالحيطان وامرأته طالق إن كان أحد في المجلس ألا ويعلم منه مثل ما أعلم أنت أولهم يا أمير المؤمنين قال إسحاق أنشدني غرارة الخباط يهجو أبا السمي المغني
( كأن أبا السمى إذا تغنى
يحاكى عاطسا في عين شمس )
( يلوك بلحيه طورا وطورا
كأن بلحيه ضربان ضرس )
পৃষ্ঠা ১৬