ডেকার্ট: খুব সংক্ষিপ্ত ভূমিকা
ديكارت: مقدمة قصيرة جدا
জনগুলি
ويقال أحيانا إن إخفاقات فيزياء ديكارت كان مقدرا لها أن تكون حادة؛ لأنها قامت على فرضية نظرية نادرا ما جشم نفسه عناء اختبارها بالتجربة. ففكرة أن ديكارت كان مغرما بشكل مبالغ بالتنظير الاستنباطي تعتمد في جزء منها على سوء تفسير الكيفية التي من المفترض بواسطتها استخلاص القضايا العامة في فيزيائه. في «مبادئ الفلسفة» (9ب:10)، وكذلك في مؤلفه «مقال عن المنهج» (6 : 40)، يبدو أن ديكارت يقترح أنه يمكن أن تكون ثمة سلسلة متصلة من الاستنباطات من مبدأيه الميتافيزيقيين («أنا أفكر؛ إذن أنا موجود» و«الرب موجود»)، وصولا إلى المبادئ المرتبطة بالأشياء المادية التي يستعرضها في فيزيائه. ومن الواضح أن الحقائق الميتافيزيقية يتم التوصل إليها بمعزل عن أي تجربة أو مشاهدة من أي نوع؛ لو كانت مبادئ فيزيائه قابلة للاستنباط من الميتافيزيقا التي وضعها، فمن الواضح أنها، هي الأخرى، لا بد وأنه يمكن صياغتها بالاستنباط، وتستنبط صحتها بمعزل عن أية جهود ساعية لإثباتها أو دحضها، على العكس من بعض مبادئ المنهج العلمي الشهيرة.
يمكن أن نسوق العديد من الملاحظات ردا على ذلك. أولا: سواء أكان يتفق مع نمط الاستنباط المتصل الذي يعتمد عليه ديكارت أم لا، أجري الكثير من التنظير العلمي المثمر بالاستنباط؛ أي بواسطة التجربة الفكرية. ثانيا، وفي سياق مغزى «القابل للاستنباط» من وجهة نظر ديكارت، فإن الزعم بأن بعض المبادئ «قابلة للاستنباط» من مبادئ أخرى ليس معناه أن المبادئ تنبع منطقيا من مبادئ أخرى، ومن ثم فهي صحيحة استنباطا. في سياق استخدام ديكارت ، يبدو أن «الاستنباط» وغيره من التعبيرات المتصلة تصف انتقالا ممتدا في الفكر من اعتبار إلى آخر دون تدخل الشك أو الغموض. ولا يبدو أن الاستنباط الديكارتي يستلزم أنه ينبغي أن «يترتب» اعتبار ما على اعتبار آخر بالأسلوب الذي يفسره المنطق؛ ذلك أن ديكارت يعرف الاستنباط عادة بما يطلق عليه اسم «الإحصاء»، ويعرف الإحصاء بما يفضي إلى إجابة عن «سؤال» أو «مسألة»، فور أن يتم تحليل هذا السؤال. ويمكن أن تكون إعادة تكوين الحل من مكونات السؤال هي نفسها إعادة تكوين الكلمات من الأشياء، والعلل من المعلولات، والإجماليات من الأعداد، والمواد من الخصائص (قارن: 10 : 433 و471-472). ولذلك فإن «الاستنباط» لا يفترض دوما أو يركن إلى شكل من أشكال الاستنتاج من مقدمات إلى نتائج. وكما رأينا سابقا فيما يتعلق ب «منطقه»، فإن مفاهيم ديكارت عن الإثبات والبرهان تقف في منتصف الطريق بين التنظير بالاستنباط والتنظير بالاعتماد على التجربة.
وأخيرا، من الخطأ أن ديكارت آمن بأن التجربة والمشاهدة لا يلعبان دورا في الفيزياء؛ فبينما كل ما عد «أكثر عمومية» في الفيزياء كان من المفترض التوصل إليه دون تجربة، هناك أشياء كثيرة، بل وفي الواقع مجموعة كبيرة من الفرضيات التي تفسر ظواهر «بعينها»، بحاجة إلى أن تختبر بالتجربة والمشاهدة. وحقيقة أن الأمر كان بحاجة إلى الكثير من التجارب ذكرها ديكارت ليفسر كونه شخصيا غير قادر على تقديم تفسيرات «لجميع الأجسام المحددة الموجودة على الأرض، ألا وهي المعادن والنباتات والحيوانات، والأهم من ذلك كله الإنسان» (9ب:17).
الفصل الثامن عشر
العلوم الأخرى
في مقدمة النسخة الفرنسية من «مبادئ الفلسفة»، شبه ديكارت الفلسفة بأكملها بشجرة جذورها الميتافيزيقا، وجذعها الفيزياء، وفروعها «التي تنبثق من هذا الجذع هي العلوم الأخرى كلها التي يمكن اختزالها في العلوم الرئيسية الثلاثة؛ ألا وهي الطب والميكانيكا والأخلاق» (9ب:14). ومضى يزعم أن الفوائد الأساسية للفلسفة تستخلص من هذه الفروع لا من الجذع أو الجذور (9ب:15)، وقال : إنه، لفترة من الوقت، عقد الآمال على أن يقدم «مبادئ الفلسفة» للقراء أعظم الأجزاء نفعا من الفلسفة، لكن في النهاية اكتشف أنه يفتقر إلى الموارد الضرورية. ولم يستكمل بناء صروح الميكانيكا والطب والأخلاق قط، لكنه أحرز شيئا من التقدم في هذه العلوم في ثلاثينيات القرن السابع عشر وأواخر أربعينياته.
ولعله كان يقصد «بالميكانيكا» دراسة الطرق التي تشكل بها المادة أنواعا معينة من الأجسام، بما في ذلك النباتات والحيوانات والجسم البشري. والطب كان معنيا بأسباب الحياة في الجسم البشري وسبل الحفاظ عليها. أما الأخلاق فكانت دراسة النوازع البشرية واستراتيجيات السيطرة عليها، وسبل توجيه الإرادة نحو الخير والشر. وافترض علم الأخلاق «معرفة كاملة بالعلوم الأخرى»، وكان يمثل «أعلى مرتبة من مراتب الحكمة» (9ب:14). وعلى العكس من الميكانيكا التي بدا أنها تعول على الميتافيزيقا من طريق الفيزياء وحسب، استند علما الأخلاق والطب على مبدأ العقل والجسد المبين عموما في التأمل السادس. لم ينجح ديكارت قط في تقديم تفسيرات كاملة لأي من هذين العلمين. ففي ثلاثينيات القرن السابع عشر، جمع ديكارت ملخصا للمعارف الطبية الموجودة، لكن المصدر الأساسي لنظريته الطبية الخاصة يبدو أنه مؤلفه «وصف الجسم البشري» غير المكتمل الذي عمل عليه خلال شتاء 1647-1648. بالنسبة لآراء ديكارت عن الأخلاق، يجب أن يعول المرء على آخر أعماله المنشورة «انفعالات النفس» (1649) والتعليقات الموحية، ولو أنها متناثرة، في مراسلاته إلى السفير الفرنسي لدى السويد، بيير شانو، ورسائله إلى إليزابيث، أميرة بوهيميا.
يعرض الجزء الأول من كتاب «انفعالات النفس» - عبر سلسلة معقدة من التعريفات، ونظرية فسيولوجية ما وردت في أطروحات سابقة لديكارت - لتصنيف للانفعالات، وتشخيصا للصراع بين الأجزاء العليا والدنيا من النفس. بصفة عامة، الانفعال هو ما يحدث للنفس بالمقارنة بما تفعله هي. «الإدراكات أو أنماط المعرفة» تعتبر انفعالات في سياق هذا التعريف العام جدا (11 : 342). ولكن بالنظر إلى عبارة «انفعالات النفس» في سياق أكثر ضيقا، فإننا نجدها تغطي فقط الإدراكات «التي نحس بآثارها باعتبار أنها في النفس ذاتها» كالفرحة والغضب (11 : 347)، والتي نحس بأنها تأجج النفس وتعكر صفوها بشدة على نحو مميز.
وتجعلنا الانفعالات ننزع إلى الحركات الجسمانية، فتنتج تلك الحركات بواسطة إحداث حركات في الغدة الصنوبرية (11 : 361)، وتحدث تضاربات بين النزعات الطبيعية والإرادة (وهو موضوع حثت الأميرة إليزابيث ديكارت على تناوله بالكتابة مرارا) عندما تثير النفس والجسد حركات متعارضة في الغدة الصنوبرية في الوقت عينه (11 : 364). وتنتهي هذه التضاربات عندما تصدر النفس، وتصمم على أن تتبع، «أحكاما حاسمة وحازمة بناء على معرفتها بالخير والشر» (11 : 367)، لكن السيطرة على الانفعالات متاحة، بشكل غير مباشر، حتى بالنسبة لهؤلاء الذين لا يملكون سيطرة عقلانية على النفس؛ وهؤلاء يمكن تدريبهم وتوجيههم على يد من يتفوقون عليهم في هذا الصدد.
وينطوي البحث عن الفضيلة على العيش بحيث لا يلوم المرء نفسه أبدا على الإخفاق في القيام بما يظنه الأمثل (11 : 422). وصف ديكارت الفضيلة بأنها «علاج فائق» للانفعالات. من الواضح أن المصطلحات الطبية مختارة عن قصد؛ ذلك لأنه يبدو أن ديكارت فكر في الأخلاق الشخصية باعتبارها صيانة لصحة النفس، بالضبط كالدواء لصحة البدن. وحقيقة الأمر أن ديكارت لم يعتقد وحسب أن هناك توازيا بين الأخلاق والطب، بل وأن الأخلاق تعول على الطب. تضمنت القياسات التي فضلها ديكارت للسيطرة على الانفعالات نظاما غذائيا متوازنا، وممارسة التمارين الرياضية، واستخدام العقاقير و«الماء». هناك، على سبيل المثال، خطابات متبادلة بين الأميرة إليزابيث وديكارت، من مايو ويونيو 1645، تتناول النصح بتناول ماء الينابيع الساخنة لعلاج السعال الجاف والحمى البطيئة. واستشهد ديكارت من قبل بالحزن باعتباره سببا للإصابة بالحمى البطيئة، وإذ صادق على علاجها بماء الينابيع الساخنة، فقد أوصى إليزابيث بالمزج بين هذا العلاج وشكل من أشكال التأمل التي من شأنها أن تزيح عن فكرها الأفكار الحزينة. وتتألف التأملات من «محاكاة الذين يقنعون أنفسهم - بالنظر إلى نضرة الشجر وألوان الزهور وطيران الطيور وما شابه ذلك من الأشياء التي لا تتطلب انتباها - بأنهم لا يفكرون في أي شيء.»
অজানা পৃষ্ঠা