249

لما رجع أسد الدين إلى صنعاء وجرى بينه وبين الإمام الهدنة في الجهات الصنعانية، وطرد الإمام -عليه السلام- الأمراء الحمزيين إلى مأرب وتلك النواحي، كاتبوا سلطان اليمن الملك المظفر وشكوا إليه(1) ما كان من أسد الدين، فكتب السلطان إلى أسد الدين يستنهضه ويحضه على الخروج إلى براقش والجوف والمسير إلى صعدة.

ثم اجتمع بعد ذلك أسد الدين والأمراء الحمزيون عند براقش، ووقع الحرب على براقش، وهموا بالمحطة عليها، فلم يروا لهم طاقة بذلك، وكان(2) الأمير الكبير محمد بن فليتة بن سبأ أمر ولده الأمير سليمان بن محمد بالوقوف في درب الزاهر(3) والحرب منه فقصده القوم بأجمعهم، الأمراء الحمزيون والأمير أسد الدين، والغز، وقبائل جنب وآل ضيغم، وآل راشد وآل جحاف وحطوا على الدرب، وتابعوا الزحف، ونصبوا المنجنيق، والدرب في نفسه درب صغير، ودخله خلق كثير فضاق بأهله وأضر بهم الحصر والمنجنيق، وماتت البهائم من الإبل والبقر، وأضر بهم نتن الجيف وكثرت الجراحات. وعند ذلك دعوا إلى الخروج، فأجابهم أسد الدين إلى ذلك على كره من الأمراء الحمزيين باطنا، فخرج الأمير ومن معه في أمان القوم وكانت مدة الحصار[بياض](4).

ولما(5) أخذوا درب الزاهر طمعوا في أخذ صعدة [ووصلتهم الأخبار من جواسيس لهم هناك من بعض أهل صعدة](6) أن البلاد ما دون أخذها إلا وصولهم وأن أهل المدينة قد فسد أكثرهم على الإمام -عليه السلام-(7).

পৃষ্ঠা ৩৩৬