151

ولما لم يظفر السلطان بمراده، رجع خائبا إلى صنعاء في شهر رمضان، وجعل طريقه على جبل حضور لخراب البلاد الشهابية، فجهز الإمام -عليه السلام- في أثره الأمير المعظم بدر الدين عبدالله بن الحسن بن حمزة الحمزي في عسكر عظيم، وأمره بالمحطة قريبا من محطة السلطان وملازمته حيث توجه، ثم وجه أيضا الأميرين الأجلين فخر الدين وأسد الدين عبدالله(1) ومحمد ابني سليمان بن موسى بن داود الحمزيين إلى ناحية مخلاف بلاد سنحان، ومخلاف ذمار، والمشارق، فتوجه كل من المقدمين حيث صدر.

واستقرت محطة الأمير بدر الدين في هجرة سناع، وكان يشن الغارات على باب صنعاء في أكثر الأوقات، ويغنم الغنائم من جوانب صنعاء وكانت الخيل تخرج لابسة من صنعاء ترعى الغنم، فإذا كان في النادر (خرج السلطان)(2) بنفسه وحشد جنوده وعقد بنوده وحرك طبوله وأرعد وأبرق وأرجف، وأشعر الناس الحملة على سناع، فإذا تراءى الجمعان أرهقهم الفرق(3) وحاشت عليهم جنود الحق، فأرووا فيهم السيوف، وردوهم مكسورين خاسرين. ولما رأى أهل المخلاف المحيط بصنعاء ما شمل الغز من الذل والفشل، أقبلوا إلى الطاعة للإمام -عليه السلام-، وتسليم الواجبات، وطلبوا الأمان. وكان المجاهدون يغزون أعداء الله حيث ما كانوا فيأخذونهم نهبا وقتلا وأسرا(4).

পৃষ্ঠা ২৩৬