133

روي أنه -عليه السلام-: كتب إلى أبي الغيث بن جميل صاحب بيت عطا في تهامة، وكان عند أهلها ذا جاه ووجه(1): بسم الله الرحمن الرحيم من أمير المؤمنين أحمد بن الحسين يخص بالسلام الجزيل الشيخ الصالح الأجل، القطب قطب الدين أبا الغيث بن جميل ينفع الله به القصد من الشيخ إجابة الدعوة ونصرة المؤمنين والإجماع على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، قال عز وجل: {قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا}[آل عمران:64]، وبعد السلام.

فأجابه وهو يقول: الحمد لله فالق الإصباح ومهب نسيم الرياح إلى فسيحة بيداء عالم الأشباح، والصلاة والسلام على سيد الأنام ومصباح الظلام وعلى آله السادة الكرام، أما بعد: فقد وصلني كتاب السيد الشريف يدعونا لإجابته، ولعمري أنها طريق سلكها الأولون وأقبل عليها الأكثرون، غير أنا سمعنا قوله تعالى: {له دعوة الحق} لم يبق فينا متسع لإجابة الخلق وليس لأحد منا أن يشهر سيفه على غير نفسه ولا يفرط في يومه بعد أمسه، وقال تعالى: {إن ينصركم الله فلا غالب لكم وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده}[آل عمران:160] فيعلم المولى قلة فراغنا لما رام ويبسط العذر، والسلام.

وكتب الشيخ أحمد بن علوان إلى الشيخ أبي الغيث بن جميل: من أحمد بن علوان إليك يا أبا الغيث بن جميل مني السلام، أما بعد: فإني أخبرك شعرا:

زت الصفوف إلى الحروف إلى الهجا

لاباسم ليلى أستعين على السرى

?

?

حتى عرفت مراتب الإبداع

পৃষ্ঠা ২১৮