শামে উমাইয়া রাজ্য
الدولة الأموية في الشام
জনগুলি
تأسيس الدولة الأموية
(1) حياة معاوية
الرجال ذوو الشخصيات الكبيرة التي تطل على هذا العالم قليل، غير أن أنوارهم وضاءة فيظلون منارا يهتدى به، وباعثا قويا يدفع أبناء الأجيال المقبلة على استثمار نتاج قرائحهم ومجهوداتهم كما يكون جوهم العقلي والأدبي والسياسي والديني جوا راقيا صافيا لا تشوبه غيوم الظلمة والجهالة، من هؤلاء الرجال شاب عاش منذ اثني عشر قرنا ونيف، ربي في سهول الحجاز المقفرة وهو طفل، وأظلته سماء سورية وهو يانع، ذلك الشاب هو معاوية بن أبي سفيان.
ولد معاوية في مكة، وتهذب على أبيه أبي سفيان الزعيم الكبير في الجاهلية، ثم أصبح كاتبا لوحي النبي
صلى الله عليه وسلم ،
1
وحاز على ثقته لطموحه وذكائه وخصب آماله، إن هذا المنصب جعله يحتك برجال الإسلام الذين أصبحوا بعد ذلك إما من أخصامه وإما من دعاته في نزاعه المشهور مع علي بن أبي طالب، فعرف الخليفتين عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان، وطلحة والزبير وعائشة أم المؤمنين، والدهاة المشهورين أمثال عمرو بن العاص والمغيرة بن شعبة، وكثيرا من الأنصار الذين كانت تغلو مراجل الحقد في صدورهم حسدا من أبناء قريش وغيرهم من الزعماء الذين جمعتهم المصلحة فتفيئوا ظل الراية الإسلامية، ولطالما اعترف معاوية بفائدة الاختبارات والدروس الجمة التي تلقاها من ذلك المركز، ثم نراه بعد ذلك قائدا بسيطا في جيش الفتح الذي اجتاح سورية بقيادة أخيه يزيد بن أبي سفيان،
2
فحاكما للشام والعراق نحوا من عشرين سنة، فخليفة يخضع له العالم الإسلامي لمدة لا تنقص عن مدة ولايته.
حقا إن حياته السياسية الطويلة تظهر لنا قوة الزعامة في الرجل وتمكنه من منصبه والمحافظة عليه دون أن يعتريه اليأس فينقلب خاسرا مدحورا، ويعترف أعداؤه السياسيون بقوة شخصيته التي تسحر النفوس فتجذبها، غير أنهم يتألمون منه لأنه جعل من الخلافة ملكا ضخما فخما، وحطم أساس الشورى في الإسلام بقيامه على علي بن أبي طالب وإقراره الملك في أعقابه. (1-1) لماذا ساعده أنصاره؟
অজানা পৃষ্ঠা