শামে উমাইয়া রাজ্য
الدولة الأموية في الشام
জনগুলি
24
وأما السبب الثاني الذي مهد السبيل لنجاح ابن زياد في العراق فهو بذله الأموال للأشراف من أهل الكوفة أنفسهم، ومعظمهم قد تعاهدوا وأقسموا الأيمان المغلظة على نصرة الحسين بن علي، فاستمال ودهم واستخلص نصيحتهم واستولى على قلوبهم؛ فصارت سيوفهم تضرب في جانبه بعد أن كانت مشهورة عليه، ولما أحدق الخطر بعبيد الله وحاصره الكوفيون بقيادة مسلم - كما سيأتي معنا - كان أشراف الكوفة هم الساعد القوي في تشتيت شملهم، واللسان البليغ في تفريق جموعهم، فقال كثير بن شهاب في الناس: «أيها الناس، الحقوا بأهليكم ولا تعجلوا الشر ولا تعرضوا أنفسكم للقتل، فإن هذه جنود أمير المؤمنين يزيد قد أقبلت، وقد أعطى الله الأمير حربا لئن أتممتم على حربه ولم تنصرفوا من عيشتكم أن يحرم ذريتكم العطاء ويفرق مقاتلتكم في مغازي أهل الشام عن غير طمع، وأن يأخذ البريء بالسقيم والشاهد بالغائب حتى لا يبقى له فيكم بقية من أهل المعصية إلا أذاقها وبال ما جرت أيديها.»
25
وقال غيره من الأشراف: «يا أهل الكوفة اتقوا الله ولا تستعجلوا الفتنة ولا تشقوا عصا هذه الأمة، ولا توردوا على أنفسكم خيول الشام، فقد ذقتموهم وجربتم شوكتهم ...» وكان الرجل من أهل الكوفة يأتي ابنه وأخاه وابن عمه فيقول: انصرف فإن الناس يكفونك، وتجيء المرأة إلى ابنها وزوجها وأخيها فتتعلق به حتى يرجع، فصلى مسلم العشاء في المسجد وما معه إلا زهاء ثلاثين رجلا.
26
وللفرزدق الشاعر شهادة في الكوفيين تؤيد لنا طمع الأشراف بالدرهم وعبادتهم الدينار واهتمامهم بمصالحهم قبل غيرها، فسأله الحسين عن أموال الناس في الكوفة فأجاب: «قلوب الناس معك وسيوفهم مع بني أمية، والقضاء ينزل من السماء، والله يفعل ما يشاء.»
27
والخلاصة أن الجماعات التي أقامت النكير على بني أمية وراسلت الحسين وأكدت له إخلاصها وذرفت أمام مسلم أعز دموعها هي الجماعات التي ابتاعها عبيد الله بالدرهم والدينار. (2-10) فاجعة مسلم بن عروة المرادي
قدم مسلم إلى الكوفة وأمامه عدو ذو بأس شديد وحيلة واسعة، فلا بد له إذن من تجنبه والدعوة سرا كي لا يفسد عليه أمره فتفشل مساعيه وتذهب أدراج الرياح، فالتجأ إلى دار أحد زعماء الشيعة المعروفين وهو هانئ بن عروة المرادي، فبث ابن زياد العيون لمعرفة مقر مسلم واستطلاع أخبار الجماعات الذين بايعوه ليقبض عليهم، فيروي لنا الطبري أنه «دعا مولى له فأعطاه ثلاثة آلاف وقال له: اذهب حتى تسأل عن الرجل الذي يبايع له أهل الكوفة فأعلمه أنك رجل من أهل حمص جئت لهذا الأمر، وهذا مال تدفعه إليه ليتقوى، فلم يزل يتلطف ويرفق به حتى دل على شيخ من أهل الكوفة يلي البيعة فلقيه فأخبره ... فأدخله إليه فأخذ منه المال وبايعه، ورجع إلى عبيد الله فأخبره.»
28
অজানা পৃষ্ঠা