শামে উমাইয়া রাজ্য
الدولة الأموية في الشام
জনগুলি
ثم رحل مسلم إلى الكوفة، فدعت إليه الشيعة وعقدوا اجتماعا في حضرته تجلت فيه آيات التأثر والحماس والغضب للبيت العلوي، وقد افتتح جلستهم مسلم فقرأ كتاب الحسين فبكوا خشوعا وحنانا لمقدمه، وتتابعت الخطب من أشهر المتفوهين والبلغاء، وكلها تؤيد الرسائل المتطرفة التي بعثوها للحسين، فزاد إيمان مسلم بالحركة العلوية، لا سيما وقد رنت كلمات التضحية مرارا في أذنه، فقام الزعيم عابس بن أبي شبيب يؤكد إخلاصه واستعداده للموت في سبيل الدعوة فقال: «... أما بعد، فإني لا أخبرك عن الناس ولا أعلم ما في أنفسهم، وما أغرك منهم، والله أحدثك عما أنا موطن نفسي عليه، والله لأجيبنكم إن دعوتم أو لأقاتلن معكم عدوكم أو لأضربن بسيفي دونكم حتى ألقى الله، لا أريد بذلك إلا ما عند الله»،
17
وأيد حبيب بن مظاهر الفقعسي رأي زميله عابس بن أبي شبيب فقال مخاطبا إياه: «... رحمك الله قد قضيت ما في نفسك بواجز من قولك ... وأنا والله الذي لا إله إلا هو على مثل ما هذا عليه.» (2-8) ضعف النعمان بن بشير والي الكوفة
والغريب أن النعمان بن بشير والي الكوفة لم يقتلع جرثومة التآمر على الحكومة الأموية، ولم يضرب زعماء العلويين بيد من حديد فيخفت أصواتهم ويشل سواعدهم، ولا ريب أنه كان ضعيف الرأي في الحكم يميل ظاهرا إلى الحسين، يدلنا على ذلك قوله إلى أحد من يهوى هوى الأمويين لما أخذ يؤنبه ويتهمه بالضعف أو التضاعف في حفظ مصلحة الدولة والاهتمام في سلامتها «أن أكون ضعيفا وأنا في طاعة الله أحب إلي من أن أكون قويا في معصية الله، وما كنت لأهتك سترا ستره الله.»
18
ولنا من خطبه في الكوفة برهان آخر على أنه كان يرى الفتنة يقظى ولا بد أن تشتعل، وأنه لن يهاجم القائمين بها قبل أن يهاجموه، فجعل لأنصارها قوة وطيدة الأركان ويدا فعالة في ترتيب المؤامرة وتنظيمها على الأسس المتينة، قال من خطاب له في المسجد الجامع: «... أما بعد، فاتقوا الله عباد الله، ولا تسارعوا إلى الفتنة والفرقة، فإن فيهما يهلك الرجل وتسفك الدماء وتغصب الأموال، إني لم أقاتل من لم يقاتلني ولا أثب على من لا يثب علي، ولا أشاتمكم ولا أتحرش بكم ولا آخذ ... بالظنة ولا التهمة، ولكنكم إن أبديتم صفحتكم لي ونكثتم ببيعتكم وخالفتم إمامكم، فوالله الذي لا إله غيره لأضربنكم بسيفي ما ثبت قائمه في يدي ولو لم يكن لي منكم مناصر، أما إني أرجو أن يكون من يعرف الحق منكم أكثر ممن يرديه الباطل.»
19 (2-9) ولاية عبيد الله بن زياد العراق
عزل يزيد الأول النعمان بن بشير لتهاونه وحبه العافية وعدم فتكه بالمتآمرين، وولى مكانه عبيد الله بن زياد بإشارة سرجون مولاه. وكان عبيد الله واليا للبصرة إذ ذاك، فضمت الحكومة إليه المصرين، وفوضت إليه السلطة الواسعة وطلبت منه استعمال الشدة واتهام الناس على الظنة وإعدام من يرى في قلبه ضعفا في طاعة الخليفة أو الاشتراك في التدبير على المركزية الأموية، وبعبارة ثانية فقد خولته سلطة الحاكم المطلق أو الديكتاتور في العراق
Dictator .
أسباب نجاحه في قمع الثورة
অজানা পৃষ্ঠা