শামে উমাইয়া রাজ্য
الدولة الأموية في الشام
জনগুলি
ولا يغرب عن بالنا أنه كانت لقريش في مكة أوزان في الجاهلية، فدخل الإسلام فأقرها وثبتها، فكانت تزن الفضة بوزن تسميه درهما، وتزن الذهب بوزن تسميه دينارا، وكان عندهم وزن الشعيرة وهو واحد من الستين من وزن الدرهم، والأوقية وتزن أربعين درهما، والنش وتزن عشرين درهما، والنواة وتزن خمسة دراهم. (2) النقود
قلنا إن النقود المتداولة بين أيدي الناس في المملكة الأموية كانت بيزنطية وفارسية، فلما استولى عبد الملك بن مروان على زمام الأمور نقل السكة والنقود إلى العربية، ويروى أن خالد بن يزيد بن معاوية أشار على عبد الملك بقوله: «يا أمير المؤمنين حرم دنانيرهم، فلا يتعامل بها، واضرب للناس سككا ولا تعف هؤلاء الكفرة مما كرهوا في الطوامير ...» وكانت الأقباط تذكر المسيح في رءوس الطوامير وتنسبه إلى الربوبية وتجعل الصليب مكان «بسم الله الرحمن الرحيم»،
4
فضرب الدنانير وأمر عماله بضربها، فأنشأ الحجاج دارا لضرب السكة في العراق وجمع فيها الطباعين، فكان يضرب المال للخليفة مما يجتمع له من التبر، وختم أيدي الطباعين وشدد النكير عليهم ووضع قانونا يقضي بالقصاص الصارم والعذاب الشديد على المزيفين، ويذكر البلاذري أن عمر بن هبيرة وخالد بن عبد الله القسري ويوسف بن عمر ولاة العراق بعد الحجاج أفرطوا في الشدة على الطباعين وأصحاب الغيار، فقطعوا الأيدي وسجنوا المزيفين؛ لذلك كانت الدراهم الهبيرية والخالدية واليوسفية أجود نقود بني أمية، وكتب الحجاج على النقود التي سكها «بسم الله الرحمن الرحيم»، وكتب أيضا بعد ذلك «الله أحد الله الصمد.» (3) دواوين الحكومة
قد تعجب فئة منا كيف أن الحكومة الأموية لم تعجل حالا لدى استلامها زمام الأحكام في ضرب نقود عربية باسمها تقوم مقام نقود الأغيار، وقد تستغرب هذه الفئة إذا قلنا لها: إن دواوين الحكومة الأموية ظلت تكتب باليونانية في الشام، وبالفارسية في العراق، وبالقبطية في مصر، حتى عهد عبد الملك بن مروان، ولكن ليس هناك ما يدعو إلى العجب والاستغراب، فكان الفرس والآراميون والقبطيون يفوقون العرب في إدارة الدواوين وضبط حسابات المالية وتدقيق المسائل الكتابية، هذا عدا أن العربية كانت تصارع اللغة القبطية في مصر والآرامية واليونانية في سورية والفارسية في العراق ولم تتغلب عليها، فلما كانت سنة 81ه/700م اشتدت حركة التعصب للعربية ومقاتلة اللغات الغريبة عن العرب، وكثر عدد المتعلمين من الشبان الأمويين الذين أخذوا ينافسون الأجانب، فأمر عبد الملك بنقل جميع دواوين الحكومة إلى العربية في جميع الأقطار، وألف لجنة للقيام بهذا العمل الخطير عهد رئاستها إلى سليمان بن سعد، وأمده بالمال فأعانه بخراج الأردن سنة كاملة - ويقدر بمائة ألف وثمانين ألف دينار - فلم تنته السنة إلا ونقلت جميع الدواوين إلى العربية، فتأثر الكتاب البيزنطيون من ذلك إذ فقدوا وظائفهم وأجبروا أن يتطلبوا العيش من غيرها، روى ذلك البلاذري فقال: «فلم تنقض السنة حتى فرغ من نقله وأتى به عبد الملك، فدعا بسرجون كاتبه فعرض ذلك عليه فغمه وخرج من عنده كئيبا، فلقيه قوم من كتاب الروم فقال: اطلبوا المعيشة من غير هذه الصناعة فقد قطعها الله عنكم.»
5
وقد بذل الموظفون الفرس مالا كثيرا لصالح بن عبد الرحمن رئيس اللجنة التي أوكل إليها نقل الديوان من الفارسية إلى العربية في العراق فلم يفلحوا؛ لأن الحجاج كان من ورائه يشرف على كل صغيرة وكبيرة، ولأن صالح بن عبد الرحمن يصبح رئيسا لشعبة كبرى من هذه الدواوين إن نجح في إتمام تعريبها، فلم يزل مكبا على تعريبها مع زملائه حتى تم له ما أراد، واعترف أحد الكتبة الفرس عما أصابهم من الألم من نقل هذه الدواوين إلى العربية فقال: «بذلت لصالح مائة ألف درهم على أن يظهر العجز عن نقل الديوان ويمسك عن ذلك فأبى ونقله.»
6
ولم ينقض عام 87ه/705م حتى أمر عبد الله بن عبد الملك بالدواوين فنسخت بالعربية، وكانت قبل ذلك تكتب بالقبطية، وصرف الأمير عبد الله أشناس عن الديوان.
7 (4) الموازين
অজানা পৃষ্ঠা