শামে উমাইয়া রাজ্য
الدولة الأموية في الشام
জনগুলি
تدل كلمة «عثمانية» في الأصل على أقرباء عثمان الخليفة الثالث ومواليه، غير أنها أطلقت في الحرب الأهلية للدلالة على حزب الخليفة المقتول الذين قاموا يطلبون قصاص من سفك دم ذلك الشهيد المظلوم في عرفهم، وتطرف بعضهم فقالوا: إن لعلي يدا في الثورة التي نشبت في المدينة وكان من نتيجتها قتل عثمان؛ ولذا فهو غير جدير بتسلم عرش الخلافة، وإنه لمن الغلط الفادح أن نعتقد بأن العثمانية هم حزب معاوية ومريدوه، بل بالعكس، فإن كل من التف حول معاوية وناصره من أجل الاقتصاص لعثمان والأخذ بثأره هم من العثمانية.
23
أما القبائل فكان قسم منها مع علي وقسم آخر مع معاوية، لكن باهلة وبكر القبيلتان العراقيتان الصميمتان كانتا من أخلص المخلصين لدعوة ابن أبي طالب، ثم انضمت إليه تغلب في الجزيرة واشتركت معه، كما اتحدت قبلا مع غيره محافظة على مصالحها لقربها من العراق، ولم يكن بنو تغلب من الذين يضحون بأنفسهم في سبيله؛ لأننا نراهم بعد ذلك في صفوف معاوية في الكوفة، إلا أن المتوطنين سورية منهم كانوا من حزب ابن أبي سفيان، وتردد شاعرهم الأخطل الشامي - كما يسميه الفرزدق - على بلاط الأمويين قدما كاف للدلالة على ذلك.
ومهما يكن من أمر هؤلاء فإن اليمن ومصر والعراق كانت دعامة الحزب العلوي ومادته الحية، غير أنه كان بها كثير من العثمانية الذين تألموا لفاجعة المدينة وغيرهم من المعتزلة، ففي مصر كان عددهم نحوا من عشرة آلاف، وقد حسب علي هؤلاء من الخونة
24
لأنهم لم ينصروه، وحارب معظمهم بجانب معاوية في معركة صفين، ومن ثمة ساعدوه على فتح مصر والعراق والتغلب عليهما، ويعدد معاوية الأسباب التي جعلته يفوز على علي في نزاعهما فيقول: «أعنت على علي بثلاث: كان رجلا ظهره علنه، وكنت كتوما للسر، وكان في أخبث جند وأشده خلافا، وكنت في أطوع جند وأقله خلافا، وخلا بأصحاب الجمل فقلت: إن ظفر بهم أعددت ذلك عليه وهنا، وإن ظفروا به كانوا أهون شوكة علي منه»،
25
ويزيد العقد الفريد أنه قال: «وكنت أحب إلى قريش منه»، أي من علي «فيا لك من جامع إلي ومفرق عنه».
26
هذا عدا عن تفوق سياسيي معاوية - وأغلبهم من الأرستقراطية المكية - على رجال علي الأنصار كما يظهر لنا من تتبع حوادث مؤتمر أذرح. (2-3) معركة صفين
অজানা পৃষ্ঠা