واختار بعض العلماء من أربعمائة كتاب أربع كلمات وهي: يا ابن آدم اجعل طاعتك لله بقدر حاجتك إليه، واجعل جرأتك على المعاصي بقدر صبرك على النار، واجعل عملك للآخرة بقدر إقامتك فيها، واجعل حياك من الله بقدر اطلاعه عليك.
وأما الثاني فهو من عمل خيرا وإن كتمه فإنه يظهر.
وأما الثالث فمن ائتمنك بأمانة فلا تخنه.
وأما الرابع فإذا سألك إنسان حاجة فاجتهد في قضائها وإن كنت محتاجا إليها.
وأما الخامس وهو الجيفة المنتنة فهو الغيبة، فاهرب من الذين يغتابون الناتس، انتهى.
وعن علي عليه السلام: (الغيبة جهد العاجز).
وسمع الحسين بن علي عليهما السلام رجلا يغتاب آخر فقال: إياك والغيبة، فإنها إدام كلاب الناس.
وعن ابن عباس رضي الله عنه: ما الأسد الضاري على فريسته بأسرع من الدني في عرض السري.
وعنه: الغيبة إدام كلاب النار.
وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه: هاجت ريح منتنة على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال صلى الله عليه وآله وسلم: ((إن أناسا من المنافقين قد اغتابوا أناسا من المسلمين)). والحكمة أنه كان يتبين نتنها على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولا تتبين في عهدنا أن الغيبة قد كثرت وامتلأت الأنوف منها، فلم تتبين الرائحة، كرجل دخل دارا لدباغين فلم يقدر على القرار فيها لشدة الرائحة، وأهل تلك الدار يأكلون ويشربون ولا تتبين لهم الرائحة لامتلاء أنوفهم منها، كذلك أمر العيبة في عصرنا.
وكان ابن مسعود إذا أمر بمجلس من المجالس يقول: توضو، فإن بعض ما انتم فيه شيء من الحدث.
وعن الحسن البصري: ذم الرجل في السر مدح له في العلانية.
وقيل لبعض العرب: من السيد فيكم؟ قال: الذي إذا أقبل هبناه، وإذا أدبر اغتبناه.
পৃষ্ঠা ১১