ষাট ধাপ ও নেটওয়ার্কের গোপনীয়তা: একটি জড়িত যুগের বিজ্ঞান

ভিক্টর হুগো d. 1450 AH
86

ষাট ধাপ ও নেটওয়ার্কের গোপনীয়তা: একটি জড়িত যুগের বিজ্ঞান

الدرجات الست وأسرار الشبكات: علم لعصر متشابك

জনগুলি

من الناحية النفسية، قد يصعب قبول وجهة النظر هذه؛ فكل عصر يحتاج إلى رموزه، مثلما تحتاج كل ثورة إلى قادتها، لكن نزعتنا إلى عزو تأثير ما للمبتكرين يتناسب مع النتيجة النهائية التي توصلوا إليها، تتجاهل الآلية التي تحول من خلالها تأثيرهم الفعلي إلى حركة جماهيرية. هذا هو الحال مع سوق الأوراق المالية؛ فعند ظهور حدث مهم في السجل التاريخي، نحاول دائما العثور على ما سبقه، وعندما نعثر على شيء ما - حتى وإن كان تافها - نعلق عليه أهمية كبيرة. ويشير آيزيا برلين إلى أن استياء تولستوي من التاريخ المدون، خاصة التاريخ العسكري، قد نبع من رؤيته المتعمقة بأنه في خضم أحداث الحرب، لا يمتلك أحد - بما في ذلك القادة العسكريون - أي فكرة عما يجري، ويعتمد التوازن بين المنتصر والمنهزم على الحظ أكثر من اعتماده على قوى القيادة أو الاستراتيجية، لكن بعد انتهاء الحرب، وظهور الطرف المنتصر، ينال القائد المنتصر (بالمصادفة) كل المجد.

من هذا المنظور، ما كان شعور تولستوي حيال العلم في أواخر القرن العشرين ليختلف عن شعوره حيال الحرب في أوائل القرن التاسع عشر، فمنذ أن أعلنت مؤسسة سيليرا، برئاسة جيه كريج فينتر، والاتحاد ذو التمويل الحكومي، برئاسة فرانسيس كولينز وإريك لاندر، عن توصلهم جميعا إلى نتيجة واحدة في وضع خريطة الجينوم البشري، تنازع كل من فينتر وكولينز ولاندر على استحقاق التقدير عن هذا الاكتشاف. في الحقيقة، ما من أحد فيهم يستحق التقدير: فقد كان مشروع الجينوم تعاونا بين المئات، إن لم يكن الآلاف، من العلماء المجدين، الذين بدونهم ما كان سيوجد أي تقدير يمكن توزيعه. وفي الهندسة المعمارية لا يختلف الوضع كثيرا؛ فيحظى كل من فرانك لويد رايت وإيرو سارنين وفرانك جيري بتقدير رفيع نظرا لتصميماتهم المذهلة، لكن بدون فرق العمل من المهندسين الموهوبين وعمال البناء الجادين الذين حولوا رسومهم الهندسية إلى واقع، ما كان أي من هؤلاء المهندسين سيتمكن من تنفيذ أي شيء على الإطلاق. إن العمل البارز يصعب فهمه على نحو مباشر، ومن ثم فإن عقولنا تستجيب بتمثيل مشروع كامل أو فترة زمنية كاملة من التاريخ في صورة شخص أو جزء واحد؛ رمز ما. إن صناعة الرموز حيلة معرفية معروفة (وإحقاقا للحق، فالكثير من رموزنا أفراد موهوبون للغاية بالفعل)، لكنها من الممكن أن تتسبب في تضليل حدسنا عندما نحاول فهم أصول السلوك الجمعي، بالمقارنة بالسلوك الفردي.

من الأمثلة الأكثر واقعية أنه في أوائل عام 1999، عندما كان شون فانينج طالبا يبلغ من العمر تسعة عشر عاما في جامعة نورث إيسترن، صمم كودا لمساعدة صديق له على تنزيل الملفات الموسيقية بتنسيق «إم بي ثري» من الإنترنت، كانت النتيجة أن البرنامج، الذي أطلقوا عليه اسم نابستر، صار ظاهرة بين عشية وضحاها؛ إذ جذب ملايين المستخدمين وأثار غضب جميع العاملين في مجال التسجيلات، ليدخل فانينج بذلك الدوامة العالمية التجارية والقانونية والأخلاقية الصاخبة، ولفترة من الوقت على الأقل كان فانينج محط الأضواء؛ يبجله البعض ويحقره البعض الآخر، وصارت مقولاته تقتبس في صحف الأعمال، وصورته تحتل أغلفة المجلات، لكن في النهاية، وبعد إجباره على فرض رسوم مقابل خدمات مشاركة الموسيقى، نجح فانينج وخدمة نابستر (التي لم يعد لها وجود تقريبا الآن) في عقد اتفاق مع شركة النشر العالمية العملاقة بيرتلسمان. مجهود مذهل حقا لشاب لا يزال في مرحلة الدراسة الجامعية، أليس كذلك؟! الحقيقة هي أنه ليس كذلك، لكن مجهود من هو إذن؟

لا شك أن البرنامج الذي اخترعه فانينج كان بارعا، لكن تأثيره الهائل لم يأت نتيجة أي براعة خاصة يتسم بها الكود نفسه، أو أي رؤية خاصة لفانينج؛ الذي كان يساعد صديقا له فحسب؛ إن التأثير الهائل لنابستر جاء نتيجة الأعداد الهائلة من الناس الذين أدركوا أن هذا هو بالضبط ما كانوا يبحثون عنه، وبدءوا في استخدامه. لم يتوقع فانينج الطلب غير المسبوق على ابتكاره، وما كان بإمكانه توقع ذلك، بل على الأرجح أيضا أن الملايين من الأفراد الذين استخدموا نابستر في النهاية لم يعلموا برغبتهم في تنزيل الموسيقى مجانا من الإنترنت إلا عندما برزت الإمكانية أمامهم لفعل ذلك، فكيف أمكن لفانينج أن يعلم ذلك؟ في الحقيقة، لم تكن هناك حاجة لذلك، كل ما كان عليه فعله هو طرح فكرته، وما إن صارت في المتناول حتى التقطها القليل من الناس وبدءوا في استخدامها، ليسمع بها عدد آخر من الناس ويبدءون في استخدامها بدورهم، وكلما زاد عدد الأفراد الذين استخدموا نابستر، زاد عدد الأغاني المتاحة، ومن ثم صارت الخدمة أكثر جاذبية ووضوحا للآخرين.

إذا لم يبدأ شخص آخر سوى فانينج والقليل من أصدقائه في استخدام نابستر، أو إذا لم يكن لديهم مجموعات جيدة من الأغاني، أو لم يعلموا ما يكفي من الأشخاص الآخرين الذين لديهم مثل هذه المجموعات، فربما ما كان نابستر ليرى النور أبدا. فبصورة ما، تحتم أن تسير الظروف المحيطة بنابستر على هذا النحو بالضبط ليحقق النجاح، ولو كان تنزيله مكلفا، أو استخدامه مستحيلا، أو الطلب على الشيء الذي صمم من أجله منخفضا للغاية - مثل حل معادلات التفاضل أو ترجمة البولندية إلى الإيطالية - ما كان سيشتهر بهذا القدر على الإطلاق. وبلغة نموذج الحدود، كان لزاما على حد التبني أن يكون منخفضا بما فيه الكفاية لينتشر نابستر، لكن إلى حد ما أيضا، وربما إلى حد بعيد، كان نجاح نابستر مستقلا عن هيئته وأصله، ومع تلقي فانينج، باعتباره المبتكر، معظم الاهتمام، فإن المحرك الحقيقي لتحول نابستر من مجرد فكرة إلى ظاهرة كان الأشخاص الذين استخدموه. (8) القوة للناس

إن المبتكرين والثائرين - بعبارة أخرى، من يتصرفون من منطلق الضمير والأيديولوجية والإبداع والشغف - هم المكون الرئيسي في أي سلسلة عامة؛ فيشكلون البذرة أو نقطة الانطلاق التي تنتشر منها السلسلة، لكن - وهذا ما يجعل السلاسل صعبة الفهم - البذرة وحدها «لا تكفي». في الواقع، فيما يتعلق بنجاح السلسلة أو فشلها، فإن بذور التغيير، شأنها شأن نظيراتها في عالم الأحياء، شائعة ومتوفرة، قد تحتوي البذرة التي تسقط على الأرض على مخطط لشجرة وافرة الأزهار، ومن ثم فهي تتحمل، نظريا، المسئولية المطلقة عن المنتج النهائي، لكن تحولها إلى شجرة يعتمد اعتمادا شبه كامل على الخصائص الغذائية للمادة التي تهبط عليها. تنشر الأشجار بذورها بأعداد هائلة لسبب معين؛ أن واحدة فحسب من بين هذا العدد الكبير ستنمو وتثمر، وهذه البذرة لا تحمل ميزة خاصة متفردة، بل ستنمو لأنها هبطت في المكان «المناسب». ينطبق الأمر نفسه على البذور الاجتماعية؛ فالمبتكرون والمحرضون السياسيون موجودون دائما، ويحاولون على الدوام بدء شيء جديد وإعادة تشكيل العالم حسب مخيلتهم، لكن ما يجعل من الصعب التنبؤ بنجاحهم هو أن النجاح في كثير من الحالات لا يتعلق بالأساس برؤيتهم المحددة أو سماتهم الفردية بقدر ما يتعلق بنموذج التفاعلات الذي تظهر وسطه محاولاتهم المغيرة للواقع.

ليست هذه العبارة صحيحة دائما، شأنها شأن أغلب التعميمات. يحدث الأفراد في بعض الأحيان أثرا عميقا للغاية، فيبدو أن تأثيرهم مسلم به حقا. عند نشر بحث أينشتاين الأصلي عن النسبية الخاصة في عام 1905، قلب النظام العلمي السائد طوال الثلاثمائة عام السابقة، ومنذ ذلك الوقت صارت عظمة أينشتاين أمرا مؤكدا، وأحدث كل من ديكارت ونيوتن وحدهما ثورة في وجهات النظر العلمية العالمية في عصريهما؛ ديكارت بالهندسة التحليلية ونيوتن بنظرية الجاذبية. بعبارة أخرى، في بعض الأحيان، يتطلب الأثر العميق سببا عميقا بالدرجة نفسها، إلا أن هذا النوع من الاكتشافات نادر تماما، ومعظم التغيير الاجتماعي والعلمي لا تصنعه قفزات معرفية هائلة لأفراد عباقرة. إذا أراد المرء إحداث انهيار جليدي بأحد الجبال، يمكنه إسقاط قنبلة ذرية عليه، لكن ليس ذلك ضروريا، ولا تبدأ الانهيارات الجليدية في العادة بهذا الشكل، فبدلا من ذلك قد يتسبب اصطدام متزلج واحد على الجليد بالجبل الخاطئ في الوقت الخاطئ من اليوم في انهيار عنيف لا يتناسب مطلقا مع سبب حدوثه.

من الواضح أن الأمر نفسه ينطبق على الصيحات الثقافية والابتكارات التكنولوجية والثورات السياسية والأزمات المتعاقبة وانهيارات أسواق المال وغيرها من صور الجنون والهوس والأعمال الجماعية. المهم هنا هو عدم التركيز على المنبه ذاته، وإنما على بنية الشبكة التي يعمل عليها هذا المنبه، ولا يزال أمامنا الكثير من العمل في هذا الشأن. تذكر أن الشبكات العشوائية ليست هي التمثيل الأفضل للشبكات الحقيقية، وثمة محاولات جارية حاليا لتعميم أبسط نماذج السلاسل على شبكات واقعية تتضمن البنية الجمعية والهوية الاجتماعية الفردية ومؤثرات وسائل الإعلام. تعد قاعدة الحدود تمثيلا مثاليا إلى حد بعيد لصناعة القرار الاجتماعي، وستتطلب عددا من عمليات التجويد إذا أردنا تطبيقها على أي موضوع محدد، لكن حتى في وقتنا الحالي، تعد بعض الأفكار العامة ممكنة.

قد تكون السمة الأبرز لنموذج السلاسل هي أن الظروف الأولية التي لا يمكن تمييزها بعضها عن بعض قبل الحدث قد يكون لها نتائج مختلفة تماما حسب بنية الشبكة، من ثم لا يمكن التعويل على الجودة (التي يمكن ترجمتها هنا بحد التبني) كعامل تنبؤ بالنجاح، بل حتى النجاح الهائل لا يعد بالضرورة علامة على الجودة العالية. يمكن أن يتولد الفارق بين الابتكار الناجح للغاية والفشل الذريع بواسطة ديناميكيات التفاعل بين الفاعلين الذين قد لا تكون لهم أي علاقة بإيجاد هذا الفارق. لا يعني ذلك أن الجودة لا أهمية لها؛ فهي مهمة بالفعل، شأنها شأن الشخصيات والعرض، لكن في العالم الذي يصنع فيه الأفراد القرارات ليس بناء على ما يصدرونه من أحكام فقط، بل ما يصدره الآخرون أيضا، لا تكفي الجودة وحدها. (9) عودة إلى القوة

بالإضافة إلى تأثير السلاسل العامة على النظم المتصلة بشبكات من ناحية إمكانية التنبؤ، يمكن أيضا لفهمها أن يلقي بالضوء على مسألة قوة الشبكات التي تناولناها في الفصل

অজানা পৃষ্ঠা