138

দার কাউল কাবিহ

درء القول القبيح بالتحسين والتقبيح

তদারক

أيمن محمود شحادة

প্রকাশক

الدار العربية للموسوعات بيروت

সংস্করণের সংখ্যা

الأولى

জনগুলি

"وإِذا كان الأمر مفروغًا منه، فكيف يقول: ﴿ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج﴾! وكيف ابتلى العبادَ، فعاتَبَهم على فِعلِهم! وكيف يقول: ﴿إِنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا﴾! وكيف يقول: ﴿قدر فهدى﴾، ولم يقل: "قَدَّرَ فأَضَلَّ"! وكيف يَصحُّ أنّه خَلَقَهم للرحمةِ والعبادة، بقوله، ﴿فطرت الله التي فطر الناس عليها﴾، وقوله، ﴿فطركم أول مرة﴾، وقوله، ﴿لا من رحم ربك ولذلك خلقهم﴾! فإِذا خَلَقَهم لذلك، فكيف يَصحُّ أن لا يجعَل لهم سبيلًا، ويَقسرهم على السعادة والشقاء، على ما يَذكُرون! وكيف يَبتلى إِبليسَ بالسجودِ لآدم؛ فإِذا عَصَى، يقول: ﴿اهبط منها﴾، ويجعله شيطانًا رجيمًا! وكيف يقول: ﴿فما يكون لك أن تتكبر فيها﴾! وكيف يحذر آدمَ عداوتَه، إِن كان الأمر مفروغًا منه، على ما يقولون! ". وقال في الرسالة: "واعلم، أيها الأمير، ما أقول. إِنّ الله تعالى لم يَخفَ عليه بقضائه شيءٌ، ولم يَزدَهْ علمًا بالتجربة؛ بل هو عالمٌ بما هو كائن وما لم يَكُن. وكذلك قال: ﴿ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض﴾، ﴿ولولا أن يكون الناس أمة واحدة لجعلنا لمن يكفر بالرحمن﴾، الآية. فبَيَّن لنا أنّه يخلق خلقًا مِن ملائكةٍ وجنِّ وإنسٍ، وأنّه سيَبتَليهم قبل أن يخلقهم. فعَلِمَ ما يَفعَلون، كما قَدَّرَ أقواتهم، وقَدَّرَ ثوابَ أهلِ الجنّةِ

1 / 204