وبعدها ذكر لي أنه سيسافر.
قلت: فمن يرد عني كيد الدوق؟
فتنهد وقال: كيف تريدين أن أحميك من مثل هذا الرجل العظيم، وأنا لا حق لي بحمايتك!
وسكت، ثم ساد السكوت حينا علينا، إلى أن عاد هو إلى الكلام، فقال: والآن على ماذا عولت؟ - إني أؤثر أن أكون حليلة مونسورو على أن أكون خليلة الدوق، فاذهب الآن وسنرى يوم سفرك في هذا الأمر.
وانصرف مهموما مفكرا، كأنما لم يثق بوعدي، أو كأنما اليأس يجول في قلبه.
ولما انصرف قمت إلى النافذة المطلة على الطريق، فما جلست حينا حتى رأيت رجلين قد وقفا أمام الباب، ورأيت خمسة رجال واقفين أيضا في قنطرة.
وهلع قلبي وقلت: هذا هو الدوق ورفيقه لا محالة.
ثم سمعت أحد هذين الرجلين يقول لرفيقه: أأنت واثق من أن هذا الباب هو باب المنزل؟ - نعم يا مولاي، وستتأكد من ذلك متى فتحت الباب. - إذا افتح.
ووضع ذلك الرجل المفتاح في القفل وأداره به ففتح الباب.
كل ذلك وأنا ناظرة كمن ينظر إلى الموت بعينيه، وحاولت أن أصرخ وأستغيث.
অজানা পৃষ্ঠা