فناديتها فلم تسمع.
وعدوت في إثرها وأنا أكاد أذوب حنانا عليها، فسبقني إليها صياد كان يطاردها على جواد أشهب.
وأطلق عليها عيارا ناريا فسقطت على الأرض قتيلة، وسقطت أنا مغشيا علي من هول ما رأيت.
ولم أفق إلا وأنا في منزلي محاطة بأبي والخدم.
أما هذا الصياد القاسي فكان المسيو دي مونسورو، وهو الذي حملني إلى منزلي، فعرفته وعرفني في ذلك اليوم، وكانت هذه المعرفة سبب بغضي له وسبب حبه لي.
وجعل يزورنا من حين إلى حين فينظر إلي نظرات ملؤها الحب، لكني لم أطق تلك النظرات.
ثم اتسعت علائق المودة بينه وبين أبي، ومرضت بعد ذلك، وكان يعودني في كل يوم ثلاث مرات.
ولما نقهت خطبني إلى أبي، فتوسلت إليه باكية ألا يجيبه إلى هذا الطلب، وكانت أول مرة رآني فيها أبي.
فطيب قلبي ووعدني بأن يصرفه عن هذا الطلب بما سيختلقه من الأعذار.
ومر على ذلك أيام وهو لم ينقطع عن زياراته، ولم أكن أجلس إليه إلا فيما ندر.
অজানা পৃষ্ঠা