فعلم سانت ليك أن الملك مصر على عزمه، وأن ليس من الحكمة مخالفته، فقال في نفسه: لقد مهدت أسباب السلام بيني وبين الدوق دانجو، بما أطلعت عليه صفيه الكونت دي باسي من مؤامرة أعدائه عليه، وعزمهم على الفتك به، فلأجتهد الآن بتمهيد تلك الأسباب بيني وبين الملك؛ لأن حنقه علي شديد.
ثم ودع الكونت وانطلق إلى الملك الذي كان ينتظره.
فأمر جلالته بالرحيل، وأن يعد مكان لسانت ليك في مركبته الخاصة، فامتثل القوم وارفض الجمهور.
وذهب الملك، يصحبه شيكو وسانت ليك.
أما امرأته فإنها ولجت إلى غرفتها مع نسائها، فجعلت تبكي البكاء المر، وأما أبوها فإنه أرسل ستة من الفرسان إلى اللوفر، كي يحرسوا صهره عند عودته منه، فعادوا إليه بعد حين وهم يقولون: لم يعد لنا أمل بعودة سانت ليك هذه الليلة، فإن الملك قد رقد، وأقفلت أبواب القصر.
فأخبر ابنته بما علم، فباتت ليلتها على أحر من الجمر.
الفصل الثاني
كيف أن الذي يفتح الباب أحيانا لا يدخل البيت
يوجد بالقرب من باب سانت أنطوان قبة عظيمة، كثيرا ما ينتابها اللصوص فيكمنون بها لأبناء السبيل.
وكانت هذه القبة واقعة في الطريق المؤدية إلى فندق التورنيل، وهي طريق مقفرة خالية يكاد أن لا يمر بها الناس في النهار، وأما في الليل، ولا سيما في ليالي الشتاء الباردة، فلم يكن يمر بها أحد لوعورة مسالكها، وكثرة المخاوف فيها.
অজানা পৃষ্ঠা