1
من العلاء، فتلقيها العيون في حقل القلب فتستنبتها العواطف ثم تستثمرها النفس، أول نظرة من الرفيقة تشابه الروح الذي يرف على وجه القمر ومنه انبثقت السماء والأرض، أول نظرة من شريكة الحياة تحاكي قول الله «كن».
أول قبلة
هي الرشفة الأولى من كأس ملأتها الآلهة من كوثر الحب، هي الحد بين شك يراود القلب فيحزنه ويقين فيغبطه، هي مطلع قصيدة الحياة الروحية والفصل الأول من رواية الإنسان المعنوي، هي عروة توثق غرابة الماضي ببهاء الآتي وتجمع بين سكينة الشواعر وأغانيها، هي كلمة تقولها الشفاه الأربع معلنة صيرورة القلب عرشا، والحب مليكا، والوفاء تاجا، هي ملامسة لطيفة تحاكي مرور أنامل النسيم على ثغر زهرة الورد حاملة معها تنهدا مستطيلا لذيذا وأنة خفية عذبة، هي بدء اهتزازات سحرية تفصل المحبين عن عالم المقاييس والكمية إلى عالم الوحي والأحلام، هي ضم زهرة الشقيق إلى زهرة الجلنار ومزج أنفاسهما لتوليد نفس ثالث، وإذا كانت النظرة الأولى تشابه نواة ألقتها إلهة الحب في حقل القلب البشري فالقبلة الأولى تحاكي أول زهرة في أطراف أول غصن في شجرة الحياة.
القران
ها هنا يبتدئ الحب أن ينظم نثر الحياة وينشئ من معانى العمر سورا ترتلها الأيام وتنغمها الليالي، ها هنا يزيح الشوق ستائر الأشكال عن معميات السنين الماضية، ويؤلف من نتف اللذات سعادة لا يفوقها غير سعادة النفس عندما تعانق ربها، القران هو اتحاد ألوهيتين على إيجاد ألوهية ثالثة على الأرض، هو تكاتف اثنين قويين بحبهما لمقاومة دهر ضعيف ببغضه، هو تمازج خمرة صفراء برحيق قرمزي لتوليد شراب برتقالي
2
يحاكي لون الشفق عند مجيء الفجر، هو تنافر روحين من التنافر، واتحاد نفسين مع الاتحاد، هو حلقة ذهبية من سلسلة أولها نظرة وآخرها اللانهاية، هو انهمال غيث نقي من سماء طاهرة نحو طبيعة مقدسة لاستخراج قوي حقول مباركة، فإذا كانت النظرة الأولى من وجه المحبوبة مثل نواة ألقتها المحبة في حقل القلب، والقبلة الأولى من شفتيها تشابه أول زهرة في غصن الحياة، فالقران بها يحاكي أول ثمرة من أول زهرة من أول نواة.
بيت السعادة
تعب قلبي في داخلي فودعني وذهب إلى بيت السعادة، ولما بلغ ذلك الحرم الذي قدسته النفس وقف حائرا لأنه لم ير هناك ما طالما توهمه، لم ير قوة ولا مالا لا ولا سلطة، لم ير غير فتى الجمال ورفيقته ابنة المحبة وطفلتهما الحكمة.
অজানা পৃষ্ঠা