أنتم يا أحبابي الضعفاء شهداء شرائع الإنسان، أنتم تعساء وتعاستكم نتيجة بغي القوي وجور الحاكم وظلم الغني وأنانية عبد الشهوات.
لا تقنطوا، فمن مظالم هذا العالم، من وراء المادة من وراء الغيوم، من وراء الأثير، من وراء كل شيء، قوة هي كل عدل وكل شفقة وكل حنو وكل محبة.
أنتم مثل أزهار نبتت في الظل، سوف تمر نسيمات لطيفة وتحمل بذوركم إلى نور الشمس فتحيون هناك حياة جميلة.
أنتم نظير أشجار عارية مثقلة بثلوج الشتاء، سوف يأتي الربيع ويكسوكم أوراقا خضراء غضة.
سوف تمزق الحقيقة غشاء الدمع الحاجب ابتساماتكم.
أنا أقبلكم يا إخوتي وأحتقر مضطهديكم.
مناحة في الحقل
عند الفجر قبيل بزوغ الشمس من وراء الشفق، جلست في وسط الحقل أناجى الطبيعة، في تلك الساعة المملوءة طهرا وجمالا بينما كان الإنسان مستترا طي لحف الكرى تنتابه الأحلام تارة واليقظة أخرى، كنت متوسدا الأعشاب أستفسر كل ما أرى عن حقيقة الجمال، وأستحكي ما يرى عن جمال الحقيقة.
ولما فصلت تصوراتي بيني وبين البشريات، وأراحت تخيلاتي برقع المادة عن ذاتي المعنوية، شعرت بنور روحي يقربني من الطبيعة ويبين لي غوامض أسرارها ويفهمني لغة مبتدعاتها.
وبينما كنت على هذه الحالة مر النسيم بين الأغصان متنهدا تنهد يتيم يائس، فسألت مستفهما: «لماذا تتنهد يا أيها النسيم اللطيف؟» فأجاب: «لأنني ذاهب نحو المدينة مدحورا من حرارة الشمس، إلى المدينة حيث تتعلق بأذيالي النقية مكروبات الأرض، وتتشبت بي أنفاس البشر السامة، من أجل ذلك تراني حزينا».
অজানা পৃষ্ঠা