============================================================
وقد نقل إلينا ابن القاص في كتابه طبيعة التداعيات والانطباعات والأفكار التي حملها العرب؛ وهى كلها تعكس بدرجات أو آخر، وعلى مستوى أو آخر طبيعة تفكير العربى بذاته، وتفكره بالآخر، ومدى انفتاح نظراته أو انغلاقها، ومدى استعداد شخصيته للاعتراف، ومدى استعدلده لبناء حوار انساني على مستويات مختلفة.
ان كتاب دلائل القبلة لابن القاص، كتاب جدير بان يوضع ضمن الكتبة للعربية والمصادر الجغر افية، وان اكتتف هذا العمل المصاعب نظرا لموسوعية ابن القاص من جانب فكان علينا في اللبدء: تحديد هوية الكتاب بين كتب دلائل القبلة وكتب الجغر افية، ثم الخوض في علوم متعددة لمعرفة مجال إبداعه وايصال المطومة بشرح واف، ومن جانب آخر فأن هذا العمل مر بظروف بالغة الصعوبة والمأساة للتى مر بها بلدتا للعزيز العراق العظيم، ولا سيما محنة الاحتلال الأجنبي هولاكو العصر وأعمال التخريب وللترهيب التي طالت الكتب والمخطوطات النفيسة، والمكتبات الكبرى من ضياع واحتراق وفقدان على ايدي للغوغاء والغزاة وعباد الرذيلة.
واخيرا إذ أضع هذا الجهد المتواضع بين أيادي المهتمين بالتراث العربى، ارجو أن لكون قد أضفت شينآ - وان كان يسيرا- إلى أفق هذا الترلث العربي الواسع؛ وأن اكون قد التزمت - على قدر المستطاع- بمناهج البحث من خلال استتطاق هذا الكم من النصوص (وما شهدنا الا بعا علمثا و ما كذا للقيب حافظين سورة يوسف: 12: 81)
পৃষ্ঠা ৮