============================================================
الفصل الأول عصر المؤلف ومعاصروه اختلفت الحالة في بدايات العصر العباسي الثاني عن سابقاتها من العصور، إذ ضعفت الدولة وتفككت أوصالها فغدت فوة الدولة مرهونة بسيطرة الخلفاء العباسيين على الولايات التابعة، معتمدة على قوة هؤلاء الخلفاء وقرتهم السياسية والسكرية، فلما ضعف هؤلاء وتواروا خلف واجهة أخرى من الوزراء والأمراء والقادة. وقتعوا برسوم سلطة شكلية اهنزت الوحدة الإسلامية بعنف وتفككت أجزاء الدولة وغلبت عليها نزعة انفصالية أدت إلى اتسلاخ كثير من الأقطار عن الحكم المركزي: فكانت في بغداد فترة اضطراب سياسى ودينى واجتماعى آنزلت بمجموها ضربة خطيرة على راس ترف العدينة السحرية ومنزلتها في العالم الإسلامي، وفي خلال هذه العقبة ذاتها أصبحت عاصمة الإمبر الطورية الإسلامية بغداد تفتصر في معظم الأحوال على سواد العراق، ولو لم تكن بغداد رمزا للخلافة التى تحيطها الهالة المتلللثة، ولولا ديمومة للنشكيلات الإدارية للماضي على الرغم من ضعفها، وبقاء المجتمع المتمن والارث المترف اللعهد السالف، والنشاط التقافي المبهر، فلولا كل هذا ما بقيت لبغداد أهمية تنوق أهمية عواصم الدول الثانوية التى نشات نتيجة لتفكك الدولة العباسية(1) ولن نلبث طويلا في الكلام على تدهور الخلافة العباسية التي كتب عنها الكثير لكن ما يهمنا هو الفترة التي عاصرها ابن القاص ومدى تأثره ت (1) كنار: ماريوس: بغداله فى القرن ال الهع، ترجمة: اكرم فاضل، مجلة العورد، العدد الثانى، المجلد الثاني ابفداد- 1973م) ص11.
পৃষ্ঠা ১১