71

Dala'il al-I'jaz

دلائل الإعجاز ت الأيوبي

তদারক

ياسين الأيوبي

প্রকাশক

المكتبة العصرية

সংস্করণের সংখ্যা

الأولى

প্রকাশনার স্থান

الدار النموذجية

জনগুলি

نعم، وكَيف رَويْتَ "لأَنْ يمتلئَ جوفُ أَحدِكم قيحًا فيَرِيَهُ، خيرٌ له من أَن يمتلئ شِعْرًا" ولهجتَ به، وترِكتَ قولَه ﷺ: "إنَّ مِن الشعر لَحِكْمةً، وإنَّ مِن البيان لَسِحْرا"، وكيف نَسِيتَ أَمرَه ﷺ بقول الشعر، ووَعْدَه عليه الجنَّةَ؟ وقوله لحسَّان: "قُلْ وروحُ القُدُس معك" وسماعَه له، واستنشادَهُ إياه، وعِلْمهُ ﷺ به، واستحسانَه له، وارتياحَه عند سماعه؟ أما أَمرُهُ به فمن المعلوم ضرورةً، وكذلك سَماعُه إياه؛ فقد كان حسان وعبد الله بن رواحة وكعب بن زهير يمدحونه، ويَسْمعُ منهم، ويُصغي إليهم، ويأمرهم بالردِّ على المشركين، فيقولون في ذلك ويَعْرِضون عليه؛ وكان ﵇ يَذكرُ لهم بعضَ ذلك، كالذي رُوي من أنه ﷺ قال لكعب: "ما نَسِيَ ربُّك، وما كان ربُّكَ نَسِيًّا، شعرًا قلْتَه". قال وما هو يا رسول الله؟ قال: "أَنْشِدْه يا أبا بكر"، فأنشدَ أبو بكر رضوانُ الله عليه [من الكامل]: زعَمتْ سَخينةُ أنْ سَتَغلِبُ رَبَّها ... ولَيُغْلَبَنَّ مُغَالِبُ الغَلاَّبِ (وأما) استنشاده إياه فكثير. من ذلك: الخبر المعروف في استنشاده حين استسقى فسقى، قولَ أبي طالب [من الطويل]: وأبيضَ يُسْتَسْقى الغمامَ بوجههِ ... ثِمَالُ اليتامى عصمةٌ للأراملِ يُطِيفُ به الهُلاَّكُ مِن آل هاشمٍ ... فهمْ عندَهُ في نعمةٍ وفواضلِ الأبيات. وعن الشعبي ﵁، عن مسروق، عن عبد الله، قال: "لمَّا نظرَ رسولُ الله ﷺ، إلى القَتْلى يومَ بَدْر مصرَّعين، قال ﷺ، لأَبي بَكْر ﵁: "لو أَنَّ طالبٍ حَيٌّ لَعِلمَ أنَّ أَسْيافَنا قد أخذتْ بالأنامل". قال: وذلك لِقولِ أبي طالب [من الطويل]: كَذَبتُمْ، وبيتِ الله إِنْ جَدَّ ما أَرى ... لَتَلتبسَنْ أَسيافُنا بالأنامل ويَنهضُ قومٌ في الدروعِ إِليهمُ ... نُهوضَ الرَّوايا في طريق حُلاحِل

1 / 70