فقالت ذات الصوت الرخيم: عفوا يا مولاتي! إنما أريد أن أعلم ...
فقاطعتها الساحرة بصوت حافل قائلة: صه! لا أريد أن أعلم ما تريدين، فخاطبي الروح؛ فإن الروح غيورة حريصة على الأسرار، تحظر على كل حي أن يشاركها في معرفتها، أما أنا فليس لي إلا أن أدعوها وأطيعها فيما تأمر.
1
ثم نزلت الساحرة عن منبرها، ودخلت غرفة أخرى، وما لبثت أن عادت منها باهتة شاحبة اللون، وبيمناها موقد مشتعل، وبالأخرى ورقة حمراء. وفي تلك اللحظة تضاءل الضوء المنبعث من فتائل المصباح حتى كاد ينطفئ المصباح ، ولم يبق في الغرفة إلا ضوء الموقد المنبعث من لهيب النار، فتغيرت ألوان الأشياء، واكتسبت صبغة تؤثر على الأنظار فتجعلها كأنها تنظر إلى خيالات لا حقائق، فاضطربت الزائرتان وودتا لو لم تأتيا هذا المكان.
ووضعت الساحرة الموقد وسط الغرفة، وقدمت الورقة للسيدة التي كانت تخاطبها وقالت لها: اكتبي ما تريدين أن تعلميه.
فتناولت السيدة الورقة بيد ثابتة - على خلاف ما كانت تنتظر منها الساحرة - وكتبت عليها الأسئلة الآتية:
هل أنا فتاة؟ وهل أنا جميلة؟ أعذراء أنا أم ذات زوج أم أرملة؟ تلك أسئلتي عن ماضي.
هل قدر لي أن أتزوج؟ أم أترمل ثم أتزوج؟ وهل حياتي طويلة أم قدر لي أن أموت في سن الشباب؟ تلك أسئلتي عن مستقبلي.
ثم قالت السيدة للساحرة: ماذا علي أن أصنع الآن؟
قالت لها: اطوي الورقة حول هذه الكرة.
অজানা পৃষ্ঠা