দাফা শুভ
دفع شبه من شبه وتمرد
প্রকাশক
المكتبة الأزهرية للتراث
প্রকাশনার স্থান
مصر
وهذا من أعجب ما سمع وأعلم أرشدك الله عزوجل أن مثل هذه القضايا كثيرة جد وعند ذكر جماعة من الائمة من ذلك أمورا عديدة عجيبة منهم البيقهي ومنهم أبو محمد عبد الحق ومنهم بعض الأئمة وذكر جملة ى مستكثرة في ذلك وعقد أبوابا في الإستغاثات بالنبي صلى الله عليه وسلم ومنها باب في أصحاب العاهات وذكر منه جملة مستكثرة من ذلك على اختلاف أنواع العاهات كالعمى والصداع والزمانة ووجع البطن وغير ذلك وأنه صلى الله عليه وسلم يضع يده الشريفة على موضع العاهة قتزول ببركة يده الشريفة وتشفي وكأنه مابه وجع قلبه ثم انه مع ذلك قال لو تتبعت هذا الفن لحفيت الأقلام وجفت المحابر وفنيت الطروس في تتبعه والدفاتر ثم قال ولقد سألت بعض إخواننا المجتهدين وكان بمدينة النبي صلى الله عليه وسلم على التجريد فقلت هل استغثت بالنبي صلى الله عليه وسلم أو لجأت إليه في شيء قط مدة إقامتك في المدينة فقال كنت أستحي أن أسأله إذ كنت بحضرته صلى الله عليه وسلم ثم قال سمعت الفقيه الإمام برهان الدين بن الطيب المالكي يقول قال لي من أثق به وكان بمدينة النبي صلى الله عليه وسلم وأنه أصابه الجوع فأتى قبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إني جائع وجلس بالقرب من حجرة النبي صلى الله عليه وسلم فأتاه رجل من الأشراف فقال له قم فقال إلى أين فقال تأكل عندي شيئا فقام معه إلى بيته فقدم إليه جفنة فيها ثريد ولحم ودهن فأكل حتى شبع وأراد الإنصراف فقال له كل وازدد فلما أراد الإنصراف قال له يا أخي الواحد منكم يأتي من البلاد البعيدة ويقطع المفاوز والقفار ويترك الأهل والأوطان ويقطع البحار ويأتي إلى زيارة النبي العظيم على ربه صلى الله عليه وسلم وتكون همته أن يطلب منه كسرة خبز يا اخي لو طلبت الجنة أو المغفرة أو الرضى مهما طلبته منه لنلته ببركة هذا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم هذا وعدم السؤال يكون للأ كابر لما يشاهدون في الحضرة النبوية من الإجلالات والكرامات العلوية وأنت أرشدك الله عزوجل إلى الحق وأزاح عنك الباطل إذا استحضرت بعض ما تقدم وعطفت على قول هذا الزائغ أن المسلمين متفقون على أن الميت لا يسأل ولا يدعى ولا يطلب منه سواء كان نبيا أو شيخا أو غير ذلك قطعت بفجوره وببهتانه وأنه من أخبث الناس طوية وأنه لا إعتقاد له وهذه عادته بإدعاء الإتفاق وبالإجماع المقطوع به كما سيأتي عند ذكر شد الرحال وأعمال المطي وفي غير ذلك وقد تقدم توسل آدم عليه السلام بالنبي صلى الله عليه وسلم وأن الله قبله بسبب التوسل وجعل هذا الزنديق آدم عليه السلام بتوسله بالنبي صلى الله عليه وسلم ظالما ضالا مشركا وليس وراء ذلك زندقة وكفر وروى عن أبي الجوزاء قال قحط أهل المدينة قحطا شديدا فشكو إلى عائشة رضي الله عنها ذلك فقالت امضوا إلى القبر واجعلوا منه كوة إلى السماء حتى لا يكون بينها وبين السماء شيء ففعلوا فمطروا حتى نبت العشب وسمنت الإبل حتى تفتقت من الشحم فسمي عام التفتق وروى البيهقي بسنده إلى الأعمش عن إبن صالح قال أصاب الناس قحط في زمن عمر رضي الله عنه فجاء رجل إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله هلك الناس استسق لأمتك فأتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام فقال ائت عمر فاقرأه مني السلام وأخبره أنهم مسقون وقل له عليك الكيس قال فأتى الرجل عمر فأخبره فبكى عمر رضي الله عنه وقال يا رب ما آلو إلا ما عجزت عنه
فهذا رجل مبارك قد أتى قبره صلى الله عليه وسلم وطلب الإستسقاء منه صلى الله عليه وسلم فلو كان ذلك جهلا وضلالا وشركا لمنعه عمر رضي الله عنه الذي احتج الزائغ بإستسقائه بالعباس وقد تقدمت قصة عثمان بن حنيف وهي من الأمور المشهورة
فسكوت هذا الزائغ القائل بمسألة الفرق تبعا لسلالة اليهود عن هذه الأمور الواضحة الجليلة المشهورة والعدول إلى الفجور فيها من أقوى الأدلة على خبث طويته
ومثل هذا لا يحل لأحد تقليده فيما يقوله ولا ينظر في كلامه الا من يكون أهلا لمعرفة دسائس أهل البدع الزيغ هلك وأهلك فتنبه لذلك وخذ حذرك وإلا هلكت من حيث ظننت السلامة وقوله ولا يطلب الجيدة منه شيء سواء كان نبيا أو شيخا أو غير ذلك قال الأئمة الأعلام النقاد أصحاب الأذهان الجيدة هذا منه كفر لما فيه من حط رتبة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام والإجماع على أن من غمط من نبي في شيء من الأشياء كفر وأيضا ففيه ترفيع غير الأنبياء إلى رتبة الأنبياء وإلحاقهم بهم وفيه إشارة بعيدة ترجع إلى إعتقاد الشيعة
وهو أن النبوة عندهم تكتسب بالرياضيات وتهذيب النفس وكتبهم مشحونة بهذا وهذا من فجورهم فإن النبوة إنما هي من الله عزوجل فمن نبأة الله عزوجل فهو النبي ومن أرسله فهو الرسول
﴿الله أعلم حيث يجعل رسالته﴾
ومن الأمور المنتقدة عليه قوله زيارة قبر النبي وقبور الأنبياء معصية بالإجماع مقطوع بها وهذا ثابت عنه أنه قال
وثبت ذلك على يد القاضي جلال الدين القزويني
فانظر هذه العبارة ما أعظم الفجور من كون ذلك معصية
ومن ادعى الاجماع وأن ذلك مقطوع به فهذا الزائغ يطالب بما إدعاه من إجماع الصحابة رضي الله عنهم وكذا التابعون ومن بعدهم من أئمة المسلمين إلى حين إدعائه ذلك
পৃষ্ঠা ৯৪