দাওয়াত লিল ফালসাফা

আবদুল গফফার মাক্কাভি d. 1434 AH
51

দাওয়াত লিল ফালসাফা

دعوة للفلسفة: كتاب مفقود لأرسطو

জনগুলি

في أن اللذة خير إيجابي، وأنه حاول خلال مراحل تطوره التي لا تنكر أن يؤيد قول معاصره هذا بأنها خير طبيعي أو حيوي وأن يلائم بينه وبين نزعته المثالية التي تميل إلى وجود تسلسل أو تدرج في اللذات. ولا ننسى أن كتابنا هذا ليس عرضا منهجيا لطبيعة اللذة، كما أنه يخرج بطبيعته عن التصدي للمشكلات وفحص المعضلات، إنه كما سميناه «دعوة للتفلسف» وهي دعوة ملحة، والدعوات بطبيعتها تنفر من التعقيد وتغري الضيوف والمدعوين بكل سبيل، ولهذا غلب عليه - كما رأينا - الأسلوب البلاغي والخطابي. وربما صح رأي بعض الباحثين في أن المعلم الأول لم يكلف نفسه عناء كتابته، بل أملاه على بعض تلاميذه ارتجالا. ويمكن على كل حال أن نلخص رأيه في اللذة كما عرضه في الفقرات المشار إليها (من 87 إلى 92) على النحو التالي: هناك أشياء مرذولة توصف بأنها لذات ولكن هناك أيضا لذات طيبة وحقيقية، ولهذا تنطوي أكمل أشكال الحياة على اللذة الكاملة؛ فالمستيقظ يحيا حياة تفوق في قيمتها حياة النائم، والمفكر يحيا حياة أكمل من حياة العاطل من التفكير (بسبب تخلفه أو عدم نضجه). والفرح والسعادة اللذان ينبعان من الفكر الفلسفي هما أصدق فرح وأكمل سعادة، ويكفي أن نتأمل العبارة الأخيرة في الفقرة (91) لنرى كيف يتحد كمال الصياغة الفنية واللغوية مع كمال الفرح والسعادة بالحياة! (ب97-103) تعبر الحجة التي يسوقها أرسطو في هذه الفقرات عن طابع تفكيره؛ فقد بدأ بتبرير حجته تبريرا نظريا واتخذ منها برهانا يثبت به ما يقول، وهذه الحجة هي إجماع الناس في كل الشعوب والعصور

16

على وجود الله وعلى طلب السعادة، وهي حجة كانت لها شهرتها في العصور القديمة وعصر آباء الكنيسة، وما زالت معيارا للحقيقة في ميدان فلسفة الدين، ولعلها تكمن وراء الدليل «الأنطولوجي» المشهور منذ القديس «أنسيلم» حتى ديكارت وناقديه، والمهم أن حجة أرسطو تتضمن العناصر الآتية: (أ)

الحياة المفتقرة للقدرة على التفكير حياة لا قيمة لها. (ب)

القدرة على التفكير والتفلسف لا يقاس بها شيء آخر، وكل ما عداها لا يساوي شيئا إذا قورن بها. (ج)

النوم شيء ممتع ومحبب إلى النفس، ولكن من المستحيل تفضيله على اليقظة، أي على الفكر الإيجابي الفعال. (د)

إننا نحب كل ما هو واضح ومضيء؛ ولهذا نحب التفكير والمعرفة. (ه )

وأخيرا فإن القدرة على التفكير والتفلسف شرط ضروري لقيام الحياة السعيدة الكاملة.

ونرى في الفقرة (98) كيف يلجأ أرسطو - كما كان يفعل أستاذه - إلى الحجة التي تقوم على المقابلة بين الأضداد

17 - وقد كان كلاهما يستعين كثيرا بهذا الأسلوب من الحجاج - فيزيد بذلك من الإحكام والدقة اللذين يميزان هذا الكتاب، ويبلغ بعقلانيته أقصى حد ممكن، أما أن معظم حججه - كما أشرنا مرارا - حجج بلاغية وخطابية وبراهين ظاهرية ترد في أغلب الأحوال إلى تحصيل الحاصل، فذلك أمر آخر ...

অজানা পৃষ্ঠা