ডাচি সামা
داعي السماء: بلال بن رباح «مؤذن الرسول»
জনগুলি
وآخر ما يروى من أعمال بلال وقفته مع خالد بن الوليد حين أمر الفاروق بسؤاله عن الهبات التي كان يهبها لبعض الشعراء. فقد سكت خالد وأبو عبيدة يسأله عن تلك الهبات أهي من ماله أم من مال المسلمين؟ وهو معرض لا يجيب. فوثب إليه بلال ثم تناول عمامته ونقضها وعقله بها وخالد لا يمنعه. وسأله: ما تقول؟ أمن مالك أم من إصابة؟ فعند ذلك أجاب خالد: بل من مالي فأطلقه وعممه بيده، وهو يقول: «نسمع ونطيع لولاتنا ونفخم ونخدم موالينا.»
ذلك آخر ما روي من أعمال بلال في خدمة الخلافة، ولكنه يجمع أعماله كلها وخلائقه كلها في عمل واحد وخلق واحد، وهو الطاعة الجريئة التي لا تنسى التفخيم والتعظيم إلا في سبيل طاعة أكبر منها وأوجب. فلم يكن أسرع منه بين شهود الموقف إلى محاسبة خالد بأمر الخليفة وأمر الله، ولم يكن أسرع منه إلى السرور بتفخيمه وتعظيمه حين فرغ الحساب.
كانت طاعته للمرء الذي يطاع والأمر الذي تجب له الطاعة وهي طاعة القوي الشريف، وليست بطاعة المسخر الضعيف، وقد عصى سادته والموت جاثم على صدره، وفرض الطاعة على من يهابه العصاة. فكان سيد المطيعين، ولا يشرف الإنسان إن لم يكن سيد الآمرين إلا أن يكون سيد المطيعين.
الأذان
أشبه الأشياء بالدعوة إلى الصلاة دعوة تكون من معدن الصلاة، وتنم على صوت من أصوات الغيب المحجب بالأسرار: دعوة حية كأنما تجد الإصغاء والتلبية من عالم الحياة بأسرها، وكأنما يبدأ الإنسان في الصلاة من ساعة مسراها إلى سمعه، ويتصل بعالم الغيب من ساعة إصغائه إليها.
دعوة تلتقي فيها الأرض والسماء، ويمتزج فيها خشوع المخلوق بعظمة الخالق، وتعيد الحقيقة الأبدية إلى الخواطر البشرية في كل موعد من مواعد الصلاة، كأنها نبأ جديد.
الله أكبر، الله أكبر.
تلك هي دعوة الأذان التي يدعو بها المسلمون إلى الصلاة، وتلك هي الدعوة الحية التي تنطق بالحقيقة الخالدة ولا تومئ إليها، وتلك هي الحقيقة البسيطة غاية البساطة، العجيبة غاية العجب؛ لأنها أغنى الحقائق عن التكرار في الأبد الأبيد، وأحوج الحقائق إلى التكرار بين شواغل الدنيا وعوارض الفناء.
المسلم في صلاة منذ يسمعها تدعوه إلى الصلاة؛ لأنه يذكر بها عظمة الله، وهي لب لباب الصلوات.
وتنفرج عنها هدأة الليل فكأنها ظاهرة من ظواهر الطبيعة الحية تلبيها الأسماع والأرواح، وينصت لها الطير والشجر، ويخف لها الماء والهواء، وتبرز الدنيا كلها بروز التأمين والاستجابة منذ تسمع هتفة الداعي الذي يهتف بها: «إن الصلاة خير من النوم.»
অজানা পৃষ্ঠা