ডাচি সামা
داعي السماء: بلال بن رباح «مؤذن الرسول»
জনগুলি
قال الدكتور سايس
Sayce
صاحب كتاب أجناس العهد القديم:
إن الزنجي مستطيل الوجه شديد بروز الفكين مع ضمور في الذقن، أنفه أفطس واسع المنخرين، وشفتاه غليظتان، وأسنانه كبيرة جيدة، وضرس العقل منها يظهر سريعا ويذهب أخيرا، وهو بسيط الجمجمة طويل الذراعين، وربلات ساقه معيبة، وقصبة رجله منبسطة مع انقباض في الإبهام، ومادة الصبغة السوداء في الزنجي كما أسلفنا تسري إلى عضلاته وقد تسري إلى دماغه، وهو بالقياس إلى الأدمغة الأخرى بسيط التلافيف. وميله إلى الفنون قليل ما عدا الموسيقى فهو مغرم بها أشد غرام، ومن عاداته أن يتأثر بالشعور دون التفكير. ويقال: إن أبناء الزنوج قلما يتقدمون بعد الرابعة عشرة، ويغلب عليه الكسل والإيمان بالخرافة ومن طبعه العطف والوفاء. وهما خصلتان ترغبان من قديم الزمن في اقتنائه واستخدامه. فمنذ عصور الفراعنة في الأسرة الأولى كانوا يبعثون الحملات إلى بلاد كوش لاستجلاب العبيد منها، وكان عدد الزنوج المجلوبين كبيرا على الأغلب في جميع الأزمان، ولعل عبد ملك الذي أنقذ حياة النبي أرميا كما جاء في الإصحاح الثاني والثلاثين كان من الزنوج وكذلك الكوشي جد اليهودي الذي جاء ذكره في الإصحاح السادس والثلاثين إذ يقول: «فأرسل كل الرؤساء إلى باروخ يهودي بن نثنيا بن شلميا بن كوشي قائلين: الدرج الذي قرأت فيه في آذان الشعب خذه بيدك وتعال.»
ومع قدم الاتصال بالحضارة المصرية تلك القرون الطوال لم يتعلم الزنجي منها على الأرجح غير صهر الحديد، فجاء عصر الحديد معقبا لعصر الحجر توا في تاريخ بعض القبائل بغير توسط من عصر الشبه أو النحاس.
والزنجي مقلد شديد الميل إلى التقليد. ولهذا يلفت النظر أنه لم يظهر قط رغبته في الرسم خلافا للمصري المثقف؛ بل خلافا لأبناء قبائل البوشمان المقيمين بأقصى الجنوب في القارة الأفريقية، فإن رسوم الحيوان على الجدران التي تحتمي بها قبائل البوشمان حية ملهمة ومنها ما ليس يخجل الفنان الأوروبي إذا نسب إليه، وهي على الجملة تفضي بنا إلى سؤال عن قدم الجنس الزنجي في التاريخ.
ففي جنوب مصر تشاهد الصخور الرملية التي تغطيها رسوم الحيوان والإنسان ومنها الحديث الذي لا شك في حداثته والقديم الذي لا شك كذلك في قدمه، ويرى على الصخر الواحد شيء من تلك الرسوم ونقوش ترجع إلى الأسرة الخامسة، فأما النقوش الأخيرة فيبدو عليها تغيير قليل من أثر العوارض الجوية حتى ليخيل إلى الناظر إليها أنها من عمل أمس القريب، وأما الرسوم الأولى فيبدو مما أصابها من أثر العوارض الجوية أنها قد مضى عليها ردح طويل من الزمان، ويرى - عدا هذا - بين الرسوم رسم الزرافة كثير التكرار، فإذا لاحظنا أن ذلك الإقليم كان أرضا قاحلة من بداية التاريخ المصري، دل حضور الزرافة في رسومها على عهد بعيد القدم كانت فيه تلك الأرض بطاحا مروية بالماء تغطيها أشجار الحسك التي يرعاها الزراف. وينتشر رسم النعامة في تلك الرسوم كما ينتشر رسم الزرافة مع اختفاء رسم النعامة من المقاطع الهيروغليفية التي تتمثل فيها الطيور المصرية على وفرة ملحوظة، وخليق بهذا أن يدلنا على أن النعامة لم تكن معروفة عند مخترعي الكتابة المصرية الأولى، وأن سيرفلاندرس بتري على حق حين يستخلص من هذا أن الرسوم التي ذكرناها هي بقايا متخلفة مما قبل التاريخ لأسلاف المصريين في وادي النيل. وتؤيد رأيه كشوف السائحين في جهات أخرى من أفريقية الشمالية حيث تشاهد أمثال تلك الرسوم في جنوب تونس ومراكش. وقد أستطيع الاهتداء إلى تاريخها التقريبي من حالة واحدة أمكن العثور عليها، فإن الدكتور بونيه
Bonnet
وجد في وهران الأداة الحجرية التي كانت تنقش بها تلك الرسوم ملقاة تحت بعض الصخور التي عليها تلك الرسوم ووجد على مسافة غير بعيدة منها المصنع النيولوتي الذي تصنع فيه تلك الآلات، ومن ثم يفهم أن الرسوم ترجع إلى العهد السابق لاستبدال الآلات المعدنية بالآلات الحجرية، وهو عهد في مصر جد بعيد.
فمن المحتمل إذن على ما يظهر أنه في العهد الذي كانت فيه الصحراء الكبرى مخصبة وكانت دال مصر ذراعا من البحر الملح كان جيل من الناس قريب إلى جيل البوشمان ينزل في أفريقية الشمالية بين السواحل الأطلسية وشواطئ نهر النيل، ولعل قبائل الأكاسيين وغيرها من قبائل الأقزام المستديرة الرءوس في أواسط أفريقية بقية ذلك الجيل القديم، وقد أجلتهم عن مواطنهم غارات الزنج ولم تزل بهم غارات قبائل البانتو أو الكافرين حتى ألجأتهم إلى جنوب القارة الأفريقية، وقد كانوا جسديا دون أعدائهم في القوة وإن لم يكونوا دونهم في المزايا الأدبية، وكانوا على كل ذوي ملكة فنية تعوز الزنج والكافرين على السواء وهي ملكة الرسم؛ إذ لم يكن في وسع الزنجي أن يرسم أو يتمم رسوم الصخور في بلاد البوشمان ولا رسوم الصخور في أفريقية الشمالية.
অজানা পৃষ্ঠা